واشنطن تسعى لتنسيق تشكيل حكومة انتقالية في سوريا
تحاول إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فتح قنوات اتصال مع هيئة تحرير الشام، سعياً لإدارة عملية شاملة لتشكيل حكومة انتقالية في سوريا، بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد المفاجئ. ووفقاً لمسؤولين أميركيين، تأتي هذه التحركات ضمن جهود دولية لتجاوز الفوضى في البلاد، حيث تم حث الجماعة على الابتعاد عن السيطرة المنفردة على الحكم، وتقديم الدعم لجهود بناء هيكل حكومي يمثل جميع السوريين.
تجري هذه الاتصالات بالتنسيق مع حلفاء واشنطن في المنطقة، بما في ذلك تركيا، رغم تصنيف هيئة تحرير الشام كمنظمة إرهابية منذ عام 2013. وذكرت مصادر أن المحادثات ركزت على توجيه الجهود لتشكيل قيادة انتقالية شاملة، دون تحديد طبيعة الدور المستقبلي لزعيم الجماعة أبو محمد الجولاني، وسط استمرار الشكوك حول أيديولوجيته.
وفي سياق متصل، يضغط بعض المشرعين في الكونغرس على الإدارة للنظر في تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، بما في ذلك تلك المرتبطة بهيئة تحرير الشام، كجزء من صفقة تضمن تحقيق مطالب أميركية محددة. هذا التوجه يهدف لتسهيل ربط الحكومة الانتقالية بالاقتصاد العالمي وإعادة إعمار البلاد، وهو ما يعوقه حالياً إطار العقوبات المشدد.
إلى جانب ذلك، تواصل واشنطن عملياتها العسكرية في شمال شرق سوريا، لضمان عدم عودة تهديد تنظيم داعش، ومنع الجماعات المدعومة من إيران من تعزيز نفوذها في ظل الفراغ السياسي الحالي. ومع غموض مستقبل سوريا، تؤكد الإدارة الأميركية أنها لن تدعم أي حكومة جديدة ما لم تحقق الشمولية والتمثيل الشعبي المطلوب.