عقيدة الأمن والتفوق العسكري الإسرائيلي :

اسعد بني عطا

-تحدثت الصحافة الإسرائيلية والأمريكية عن لقاء أمني رفيع المستوى عقد بين مسؤولين إسرائيليين مع نظرائهم الأردنيين في عمان ، وسط تخوف اسرائيلي من زعزعة الاستقرار في المملكة عقب سقوط النظام السوري ، وتم خلاله بحث :

. التهديدات الأمنية الناجمة عن انهيار نظام الأسد .
. الأوضاع في سوريا والتعاون مع المعارضة التي تعمل على تشكيل حكومة انتقالية .
. زيادة التنسيق بشأن الوضع في سوريا .
. طلب وساطة الأردن بفتح قنوات إتصال بين إسرائيل وبين فصائل الثورة السورية .

-يأتي ذلك في الوقت الذي تقوم به الحكومة اليمينية المتطرفة وبعض المسؤولين العسكريين بالتحريض وبتهديد الأردن جراء تهريب الأسلحة الإيرانية عبر العصابات وشبكات التهريب على طرفي الحدود إلى “الإرهابيين” في الضفة بحسب المصادر الاسرائيلية ، ما جعل الحدود مقلقة لانها مكشوفة ولا تتمتع بالحماية اللازمة ، وأصبح خطر التسلل لتنفيذ عمليات واسعة واردا ، وعلى ضوء هذه الاتهامات قامت إسرائيل بما يلي :

. تسريع بناء جدار على طول الحدود مع الأردن لاحباط النشاط الإيراني الرامي لتحويل الأردن لساحة رئيسية لتهريب الأسلحة باتجاه الضفة الغربية ، في إطار خطة إيرانية أوسع لإعادة تأهيل قوة حزب الله وتكثيف نشاطها النووي .
. التوجه لتاسيس فرقة عسكرية غير تقليدية تتواءم مع جبهة جديدة لضبط الحدود ومنع عمليات التهريب .
. تصعيد العمليات العسكرية في الضفة بالتوازي مع التحريض المستمر ضد الأردن .

-من الواضح بأن إسرائيل غير قادرة على التخلي عن عقيدتها الأمنية وعقدة التفوق العسكري لأنها مسكونة بالخوف من ومحيطها العربي – الإسلامي ، وتوظف فكرة ( الهولوكوست ) لتكريس مظلوميتها وكسب التعاطف الدولي ، ويبدو أن هذه العقيدة العقدة مليئة بالثقوب التي من أبرزها :

. أن الشعب الذي عانى من ( الهولوكوست ) يمارسه على أوسع نطاق .
. الشكوك الحقيقية بجدوى بناء جدار على الحدود مع الأردن ، لأن الفكرة ثبت فشلها ، فالسياج الإسرائيلي مع غزة امتد على طول (٦٥) كم وكلف إسرائيل مليار دولار سقط خلال ساعات ، ولم يحل دون اجتياح ( حماس ) لغلاف غزة .
. المفارقة الكبيرة ان إسرائيل تخشى من عدم استقرار الأردن بعد سقوط نظام الأسد ،وتطلب بالوقت ذاته فتح قنوات اتصال لها فصائل المعارضة السورية ، ما يثير التساؤل حول حقيقة خطر وصول المعارضة السورية للسلطة على الاستقرار في الأردن طالما ان هناك علاقة بين الطرفين تسمح بالوساطة ؟
-اخيرا وليس آخرا ؛ عقلية القلعة اثبتت فشلها وأسقطت دولا كبرى من قبل ، ولن تحقق الأمن لإسرائيل ،والقفز عن اتفاقيات السلام والحلول السياسية لن يحقق لها إلا المزيد من التوتر والتازيم وتجارب الممانعة التي تنفجر بين وقت وآخر في تعبير طبيعي عن رفض ( الابارتيد ) والاستيطان والتوسع ، والسخط من التجاوز الإسرائيلي عن الحقوق السياسية المشروعة لكل دول الجوار .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى