الفوارق الصحية في الشرق الأوسط: دراسة تكشف التشابه بين الأنظمة الصحية في المنطقة
كشفت دراسة طبية مشتركة بين أطباء من مصر وإيران ولبنان وإسرائيل عن تشابه في أسباب التفاوت الصحي بين هذه الدول رغم اختلاف أنظمتها الصحية. الدراسة، التي حملت عنوان “الفوارق الصحية في الشرق الأوسط”، تم نشرها في مجلة الحساسية والمناعة السريرية العالمية، وركزت على تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية على الخدمات الصحية في هذه الدول.
بدأت هذه الدراسة بتعاون غير مسبوق بين الدول الأربع في مؤتمر دولي للحساسية، ما أظهر أهمية التعاون الطبي بين دول المنطقة رغم التوترات الإقليمية. كما تسلط الضوء على التحديات المشتركة التي تواجه هذه الدول في مجال الصحة العامة.
مصر: ضغط سكاني على النظام الصحي
تعاني مصر من ضغط سكاني هائل خاصة في المناطق الحضرية التي تتركز حول نهر النيل. هذا الضغط يتسبب في تفاوت كبير في معدلات الوفاة بين الأطفال، حيث يبلغ معدل الوفيات في المناطق الريفية 42 حالة لكل ألف ولادة، مقارنة بـ20 حالة في المناطق الحضرية. يعكس هذا التفاوت الضغط الكبير على الموارد الطبية المحدودة في البلاد.
إسرائيل: نظام صحي متقدم لكنه غير متوازن
على الرغم من أن إسرائيل تمتلك نظاماً صحياً متقدماً يوفر تغطية شاملة بموجب قانون التأمين الصحي، إلا أن هناك فجوات واضحة في توزيع الموارد بين المناطق المركزية والأطراف. كما أن هناك تحديات إضافية مثل نقص الكوادر الطبية وزيادة الاعتماد على الخدمات الصحية الخاصة، مما يخلق تفاوتاً في الحصول على الرعاية الصحية بين السكان.
لبنان: أزمة اقتصادية تؤثر على الصحة
يواجه لبنان أزمة اقتصادية حادة تؤثر بشكل كبير على النظام الصحي الخاص بالبلاد. يتحمل الأفراد تكلفة العلاج الطبي، ما يزيد من الأعباء على الأسر ذات الدخل المحدود. كما أن تفاقم الفقر أثر على توافر الأدوية، التي يتم استيراد 80% منها. بالإضافة إلى ذلك، يزداد تلوث البيئة في لبنان، مما يزيد من معدلات الأمراض التنفسية مثل الربو.
إيران: فجوات في الخدمات الصحية
تعاني إيران من تفاوت كبير في مستوى الخدمات الصحية بين المناطق الحضرية والريفية. ورغم الشراكة مع منظمة الصحة العالمية، لا تزال هناك فجوات كبيرة في توزيع الخدمات الصحية. كما تتأثر جودة الحياة وانتشار الأمراض المزمنة، مثل الربو والسكري، بالاختلافات الاقتصادية والجغرافية.
الدراسة تؤكد على ضرورة التعاون بين دول المنطقة لتقليص هذه الفجوات وتحقيق تقدم في مواجهة التحديات الصحية المشتركة.