توغل صهيوني في درعا يثير المخاوف بشأن الأمن المائي والحدود الأردنية
تعمق الاحتلال الصهيوني في الأراضي السورية بمحافظة درعا جنوباً، حيث توغلت قواته لمسافة تصل إلى 9 كيلومترات، وصولاً إلى قرية كويا وسد الوحدة التاريخي قرب الحدود الأردنية. استقرت القوات في مواقع إستراتيجية، بعد توجيه تحذيرات للسكان بتسليم أسلحتهم، ما أثار قلقاً واسعاً في المنطقة.
يرى مراقبون أن هذا التوغل يهدف إلى إنشاء منطقة عازلة تحت ذرائع تأمين الأمن الإسرائيلي، خصوصاً في مناطق كانت تحت سيطرة النظام السوري. الخبير العسكري نضال أبو زيد أشار إلى أن الاحتلال يسعى للسيطرة على منابع نهر اليرموك وموارده، ما يهدد الأمن المائي للأردن وسورية، لافتاً إلى أن هذه التحركات تأتي ضمن مخطط أوسع للسيطرة على الموارد الحيوية في المنطقة.
في السياق نفسه، أوضح المحلل السياسي صدام الحجاحجة أن الاحتلال يسعى لتجنب تهديدات محتملة من فصائل المعارضة السورية، خصوصاً بعد التطورات الأخيرة في الجولان. كما اعتبر أن سياسة إسرائيل التوسعية تهدف إلى خلق وقائع جديدة تستغل الفوضى الحالية في سورية لتأمين مصالحها الإستراتيجية على المدى البعيد.
من جانبها، أدانت الحكومة السورية المؤقتة هذا التوغل، فيما وجه الممثل السوري لدى الأمم المتحدة رسائل رسمية تطالب بإلزام الاحتلال باتفاقية فك الاشتباك. ومع استمرار التحركات الإسرائيلية، يبقى المشهد مفتوحاً على احتمالات عدة، خصوصاً مع تأثيرها على أمن الحدود الأردنية واستقرار المنطقة ككل.