أمام معالي وزير الداخلية: حفظا لأرواح المواطنين؛ أهمية تطوير نظام الحصول على رخصة القيادة في الأردن

كتب أ.د. محمد الفرجات

تشهد الشوارع الأردنية للأسف العديد من الممارسات الخاطئة في القيادة، بما في ذلك التجاوزات الخطيرة، العنجهية، وعدم الالتزام بقوانين السير وشاخصات وإشارات المرور. هذه الممارسات تثير تساؤلات المواطنين وسياح المملكة وزوارها حول الأسس التي تُمنح بموجبها رخص القيادة، وحول مدى كفاية النظام الحالي في إعداد السائقين للقيادة الآمنة، وكذلك والأهم إن كان هنالك نظام لإعادة تأهيل السواقين من مرتكبي المخالفات الخطيرة.

أهمية إدخال دورات نظرية وجاهية إلى نظام الترخيص:

يتطلب تطوير نظام الحصول على رخصة القيادة في الأردن أن يضاف للتدريب دورات نظرية وجاهية متخصصة بعدد معين من الساعات تتناول الجوانب التالية:

1. فن القيادة وأخلاقياتها:
تعليم السائقين الجدد كل ما يتعلق بقيادة السيارة وفن القيادة وأجزاء السيارة ووظيفة كل منها، والتصرف في كل المواقف خلال القيادة وظروفها المختلفة، مع أمثلة وحالات دراسية، وكل ذلك مع أهمية التواضع في القيادة واحترام الآخرين على الطريق.

2. أنظمة المرور وشاخصات السير:
التوعية بشاخصات المرور وأهميتها لضمان الالتزام بها، وشرح مفصّل لأنظمة السير وقوانين الطرق.

3. السلامة العامة وقانون السير:
توفير محاضرات شاملة عن السلامة العامة، أخطار السرعة الزائدة، وتأثير الإهمال أثناء القيادة.

4. نظام المخالفات:
شرح واضح لنظام المخالفات والعقوبات، وأهمية الامتثال للقوانين لتجنب الحوادث وحماية الأرواح.

يتوجب أن يحضر المتدرب كل الدورات أعلاه، مع آلية لضمان عدم تدخل “الواسطة” بشكل قاطع، مقابل أن ينجح المتدربون بإمتحانات متخصصة ومحوسبة عن هذه الدورات، ومرة أخرى مع ضمان عدم تدخل الواسطة بأي شكل كان.

إعادة تأهيل السائقين المخالفين: خطوة نحو الردع والإصلاح

بالنظر إلى خطورة المخالفات التي تهدد حياة المواطنين، يصبح من الضروري تبني نظام صارم لإعادة تأهيل السائقين الذين تصدر عنهم مخالفات خطيرة. يمكن تحقيق ذلك من خلال:

1. سحب الرخصة مؤقتًا:
تطبيق إجراءات صارمة بسحب رخصة القيادة فورًا من المخالفين الذين يرتكبون تجاوزات خطيرة.

2. عرض السائقين على أطباء نفسيين:
تقديم تقييم نفسي للمخالفين لفهم الأسباب الكامنة وراء السلوكيات العدوانية أثناء القيادة.

3. إعادة التأهيل بدورات إلزامية:
إخضاع المخالفين لدورات متخصصة تعيد تأهيلهم نفسيًا وسلوكيًا وتضمن استيعابهم للمسؤولية المرتبطة بالقيادة.

4. إعادة اختبار القيادة:
بعد الانتهاء من الدورات، يتم إخضاع السائق لاختبار جديد يضمن أهليته لاستعادة الرخصة.

نظام النقاط لمكرري المخالفات:

لتعزيز الالتزام بقوانين السير، يجب فرض نظام احتساب النقاط على المخالفين. يمكن تصميم هذا النظام كالتالي:

تخصيص عدد معين من النقاط لكل نوع من المخالفات.

إذا تجاوز السائق حدًا معينًا من النقاط خلال فترة محددة، يتم سحب رخصته.

إتاحة الفرصة لتقليل النقاط من خلال الالتزام بالقوانين أو المشاركة في دورات تدريبية.

تعزيز الرقابة باستخدام الكاميرات الذكية

لتقليل التجاوزات وتحقيق الردع الفوري، من الضروري تشديد الرقابة المرورية من خلال:

1. نشر الكاميرات الذكية في المدن والطرق الخارجية:
تضمن الكاميرات رصد المخالفات بشكل دقيق وتوثيقها تلقائيًا.

2. توسيع نطاق الرقابة:
إدخال أنظمة مراقبة متطورة قادرة على تحليل سرعة المركبات، الالتزام بالإشارات الضوئية، ورصد التجاوزات الأخرى.

3. ربط المخالفات إلكترونيًا:
تسريع عملية تسجيل المخالفات وإبلاغ السائقين بها عبر الرسائل النصية أو التطبيقات الرقمية.

الفوائد المتوقعة من تطوير النظام:

1. تعزيز السلامة المرورية:
من خلال إعداد السائقين بالشكل الصحيح وتشديد الرقابة.

2. تقليل الحوادث المرورية:
بفضل نظام النقاط، إعادة التأهيل، والرقابة الذكية.

3. تحسين الثقافة المرورية:
سيؤدي التعليم النظري والعملي إلى خلق جيل واعٍ بأهمية الالتزام بالقوانين.

4. ردع المخالفين:
الإجراءات الصارمة ستعمل كرسالة قوية لكل من يحاول تجاوز القوانين.

5. عكس صورة حضارية عن البلد أمام السياح والزوار.

6. ضمان حقوق المشاة وطلاب المدارس والأبرياء الذين باتوا مهددين أمام عنجهية المستهترين.

تطوير نظام الحصول على رخصة القيادة في الأردن ليشمل التدريب النظري والعملي، إلى جانب إعادة تأهيل المخالفين وتشديد الرقابة الذكية، ليس رفاهية بل ضرورة ملحة. هذه الخطوات ستُسهم في حماية الأرواح، الحد من التجاوزات، وتعزيز السلامة العامة على الطرق. على الجهات المعنية أن تبادر إلى تبني هذا النظام الجديد والعمل على تنفيذه بأسرع وقت ممكن لضمان تحقيق أهدافه.

يضاف للمقال موضوع مهم؛ منع كل أشكال اللاصقات والصور والكتابات التي تدعو للعنف والعنجهية والاستقواء، وبكل أشكالها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى