بطريرك أنطاكية: مرحلة جديدة في سوريا تستدعي الوحدة والعمل المشترك
أكد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس، يوحنا العاشر، أن سوريا تمر بمرحلة انتقالية هامة، مشددًا على ضرورة أن تكون هذه المرحلة مكللة بالحرية والعدالة والمساواة. جاء ذلك في تصريح أدلى به من الكاتدرائية المريمية في دمشق، حيث دعا البطريرك إلى العمل المشترك بين جميع مكونات الشعب السوري لتحقيق مستقبل مشرق. وقال: “نحن على أعتاب فجر جديد، والفجر لا يعرف الظلمة بل يكتسحها بوجه نوره”.
وشدد البطريرك على أهمية صياغة دستور عصري يعكس التنوع السوري ويحقق المساواة بين جميع المواطنين، مشيرًا إلى ضرورة أن يستمد هذا الدستور قوته من انفتاح الإسلام السوري وعراقة المسيحية الشامية. وأوضح أن “الدستور يجب أن يحقق العدالة الاجتماعية والسياسية، بعيدًا عن منطق الأكثرية والأقلية، وأن يكون جسرًا للتعايش المتبادل في سوريا الجديدة”.
وتوجه البطريرك برسالة مباشرة إلى قائد المرحلة الانتقالية أحمد الشرع، داعيًا إلى مد جسور التواصل مع البطريركية والعمل معًا لبناء سوريا جديدة تحقق تطلعات جميع أبنائها. وأضاف: “لقد مددنا يدنا للعمل معكم، وننتظر منكم خطوة مماثلة، لأن أي مشروع وطني لن يكتمل إلا بمشاركة الجميع”. كما دعا الشرع إلى زيارة الكاتدرائية المريمية، مذكرًا بأهمية الزيارات الرسمية للبطريركية كمؤشر على وحدة الوطن.
وفي سياق متصل، تطرق البطريرك إلى الوضع اللبناني، معربًا عن أمله في تحقيق الاستقرار في لبنان الذي يعاني من أزمات متتالية. وأشاد باتفاق وقف إطلاق النار الأخير، داعيًا إلى تثبيته كخطوة نحو الاستقرار. كما طالب النواب بالإسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، مؤكّدًا أن “لبنان هو رسالة للتعايش الحضاري وليس ساحة للصراعات الإقليمية”.