ألمانيا تقود جهودًا لتخفيف العقوبات الأوروبية على سوريا
تجري ألمانيا مباحثات مكثفة داخل الاتحاد الأوروبي لمناقشة تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، التي فرضت في عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد. وتهدف هذه الجهود إلى تخفيف معاناة الشعب السوري وتحفيز الحكومة الجديدة على الالتزام بالإصلاحات الاجتماعية والسياسية. وأكد مصدر في الخارجية الألمانية لوكالة “رويترز” أن برلين تسعى لتخفيف العقوبات عن قطاعات محددة لدعم الشعب السوري.
تتطلب عملية تخفيف العقوبات توافقًا بالإجماع بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. ووفقًا لصحيفة “فايننشال تايمز”، وزعت ألمانيا وثيقتين على عواصم الاتحاد الأوروبي تتضمنان مقترحات لتحديد القطاعات التي يمكن تخفيف القيود عنها، مثل الصحة والطاقة، مقابل إحراز تقدم في قضايا مثل حماية حقوق الأقليات والنساء، ومنع انتشار الأسلحة.
في السياق ذاته، قررت الولايات المتحدة قبل يومين منح إعفاء جزئي من العقوبات على بعض المعاملات مع الهيئات الحكومية السورية لمدة 6 أشهر. يهدف هذا القرار إلى تسهيل تدفق المساعدات الإنسانية ومواجهة أزمة الطاقة التي تعصف بالبلاد، مع السماح بالتحويلات الشخصية. وأشار مصدر أوروبي إلى أن الاتحاد الأوروبي قد يتبنى سياسة مشابهة تتيح مرونة في العقوبات، مع إمكانية العودة إليها عند الضرورة.
تأتي هذه التحركات الأوروبية بعد زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها الفرنسي إلى سوريا نيابة عن الاتحاد الأوروبي. وخلال لقائهما بقائد الإدارة السورية الجديدة، أحمد الشرع، أكدت بيربوك أهمية إشراك جميع مكونات الشعب السوري في العملية الانتقالية لتحقيق الاستقرار والدعم الأوروبي. من جهتها، جددت الحكومة السورية مطالبها برفع العقوبات، معتبرة أن سقوط نظام الأسد أزال الأسباب التي استدعت فرضها، داعية إلى تركيز الجهود على إعادة إعمار البلاد المنهكة.