جريمة سيل الزرقاء

كتبت: يسرى أبوعنيز
أن يُفكر أب بالإنتقام من زوجته،وحرق قلبها من خلال قتل أطفالها،أو بإلقاء فلذات كبده في سيل الزرقاء فتلك جريمة قتل مكتملة العناصر.
وأن يُقدم هذا الشخص أو اي شخص آخر على مثل هذا الفعل فهذه جريمة بحد ذاتها ليس بحق هؤلاء الأطفال ،أو الأم المفجوعة فحسب بل بحق المجتمع و الإنسانية.
وهذه الجريمة لم يرتكبها هذا الأب فقط وهذا لا يدخل من باب الدفاع عنه،أو تبرير فعلته ،بل إن لهذه الأم أيضاً يد في هذه الجريمة التي ينكرها مجتمعنا الأردني ،فكيف لهذه الأم أن تترك أطفالها خلفها دون أن يؤلمها قلبها على أطفالها حتى وإن كان هناك خلافات شديدة مع زوجها.
ومن هنا فإن مثل هذه الجريمة التي هزتنا من الداخل قبل أن تهز الشارع الأردني ،هي ابشع الجرائم التي وقعت في المملكة على الإطلاق،فكيف لأب أن يقتل فلذات كبده دون أن يرف له جفن.
والغريب في الأمر أن الأب الذي ارتكب الجريمة لم تشفع حتى براءة الطفولة لفلذات كبده،فأحد هؤلاء الأطفال لا يتجاوز عمره ال5 سنوات،والآخر لا يزال رضيعاً حيث لم يتجاوز عمره 8 أشهر.
وكيف لأب أو حتى لأم أن يكون طفليهما طرفاً في خلافهما،وأن يدفعا حياتهما ثمناً لهذا الخلاف بعد أن تم إلقاء هؤلاء الأطفال في سيل الزرقاء منذ يوم السبت الماضي حسب اعترافات الأب الذي أخبر الجهات الأمنية المختصة بما قام به بعد خلافات مع زوجته وليحرق قلبها على أطفالها بعد أن تركت بيتها وتوجهت لبيت أهلها في محافظة معان.
ومهما كانت الدوافع وراء هذه الجريمة البشعة ،ومهما كان وضع الأسرة،أو وضع الأب فإن ما جرى لا يمكن أن يتقبله العقل البشري، ولا يمكن أن يتقبله المجتمع الأردني،فكيف سيعيش الأب والأم مع هذا العذاب الذي لا ولن ينتهي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى