لوس أنجليس.. معركة حاسمة لإخماد الحرائق قبل اشتداد الرياح وتأجيجها

تكافح فرق الإطفاء في لوس أنجليس لليوم السادس على التوالي لاحتواء حرائق الغابات المستعرة، مستغلةً تحسناً طفيفاً في الأحوال الجوية قبل وصول رياح عاتية متوقعة قد تؤجج النيران. وأسفرت الحرائق حتى الآن عن وفاة 24 شخصاً، وتدمير أحياء سكنية بأكملها، وتشريد آلاف السكان. وتمكنت الجهود الضخمة من تقليص انتشار حريق “باليسيدس”، الذي يهدد مناطق سكنية راقية كحي برينتوود ووادي سان فرناندو المكتظ.

تحذر السلطات من تفاقم الأوضاع مع توقع رياح تصل سرعتها إلى 110 كيلومترات في الساعة، ما يزيد خطر انتشار الجمر إلى مناطق جديدة. وأكد قائد قسم الإطفاء في مقاطعة لوس أنجليس، أنتوني مارون، أن فرق الإطفاء حصلت على تعزيزات شملت شاحنات مياه وعناصر من مناطق بعيدة. ورغم الجهود، فإن السكان الذين أُجبروا على الإخلاء لن يتمكنوا من العودة إلى منازلهم قبل الخميس، في ظل الظروف الخطرة.

وتسببت الحرائق في فقدان 9500 هكتار من الغابات، حيث تم احتواء 13% فقط من حريق “باليسيدس”، فيما أحرزت الجهود تقدماً أفضل في حريق “إيتون” الذي تمت السيطرة على 27% من مساحته. ومع تصاعد الأزمة، انضمت فرق دولية من المكسيك وأوكرانيا إلى جهود الإطفاء. وأكد حاكم كاليفورنيا، غافين نيوسوم، أن خطة إعادة إعمار شاملة قيد الإعداد، مشيراً إلى الحاجة لدعم مماثل لـ”خطة مارشال”.

وفيما يواصل المحققون بحثهم في أسباب اندلاع الحرائق، أثارت الكارثة جدلاً حول مسؤولية التغير المناخي، الذي يسهم في تفاقم هذه الأحداث المدمرة. وعلى الرغم من الظروف القاسية، أظهر السكان والمتطوعون تضامناً كبيراً، وسط جهود مستمرة لإنقاذ الأرواح والممتلكات وتخفيف معاناة المتضررين.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى