الاردن وغزة

ماجد القرعان

الأردن ومنذ بدء العدوان على قطاع يبذل بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني جهودا دولية وإقليمية مكثفة لوقف هذا العدوان الغاشم والتأكيد على ضرورة إمداد الأشقاء بالمساعدات بشكل كاف ومستمر وقد شهد العالم ولمس أهل غزة الجهود الصادقة لجلالة الملك الذي انطلق وعلى كافة الصعد لمساعدة أهل غزة واضعا كافة امكانيات وقدرات الاردن وعلاقاته الدولية للخروج من هذا المأزق وضمان سلامة اهل غزة والمفاجأة التي أذهلت العالم حين اعلن جلالة الملك شخصيا فجر اليوم السادس من شهر تشرين الثاني ارسال مساعدات طبية ودوائية بواسطة بطائرات سلاح الجو الملكي الأردني معلنا بذلك  كسر  الحصار الذي فرضته قوات الإحتلال على القطاع ليتبع ذلك عشرات الارساليات برا وجوا التي تحمل مختلف انوع المساعدات من أغذية وعلاجات واجهزة طبية وتجهيز المستشفيات الميدانية ما شجع العديد من الدول الشقيقة والصديقة لتنضوي تحت المظلة الأردنية في تدفق المساعدات الى  القطاع .

حدثني احد كبار القادة العسكريين عن واحدة من مغامرات وتحديات  جلالة الملك لمساعدة أهل غزة حين اشرف شخصيا على اسقاط المساعدات على قطاع غزة من  طائرات سلاح الجو الملكي والذي يُعتبر مغامرة بالنسبة لعمر جلالته اطال  الله في عمره وزد على ذلك مشاركة سمو  الأميرة سلمى ابنة جلالته وأول طيارة عسكرية في الأردن بعملية  إنزال جوي لمواد طبية شمال قطاع غزة .

وعلى الصعيد السياسي انطلق  جلالة الملك في حراك دولي مع قادة العالم واضعا نصب عينه شرح معاناة أهل غزة جراء الحرب المدمرة التي ذهب ضحيتها عشرات الالاف من المدنيين العزل الذين اغلبهم نساء واطفال ومسنين الحرب التي دمرت غالبية المرافق الحيوية من مستشفيات ومدارس ومراكز اغاثة وحتى دور العبادة لم تسلم من عنجهية اسرائيل وموجها في ذات الوقت لتقديم الرعاية الصحية والعلاجية للمصابين من قبل المستشفيات الميدانية التي اقامتها القوات المسلحة في عدد من المناطق في القطاع وكذلك في مستشفى مدينة الحسين الطبية وصرف اعانات مالية للعديد من الأسر الغزية  .

ولا ننسى في هذا الصدد جهود نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية  وشؤون المغتربين ايمن الصفدي انفاذا لتوجيهات جلالة الملك  في شرح تداعيات الحرب على غزة وتفنيد ادعاءات اسرائيل والتشدد بالتمسك بجميع مواقف المملكة الأردنية الهاشمية من القضية الفلسطينية ومن الحرب على غزة .

وعلى درب القائد لا ننسى مساعي جلالة الملكة رانيا العبدالله على المستوى الدولي في كشف زيف وادعاءات دولة الإحتلال وكذلك جهود سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني  ولي العهد المساندة والداعمة للجهد الملكي والذي اطلق العديد من المبادرات لمساعدة أهل غزة واشرف شخصيا على تجهيز طائرة مساعدات ورافقها الى مار العريش العسكري في مصر .

المواقف والجهود الأردنية المساندة والمناصرة للأشقاء في قطاع غزة  ما هي إلا محطة من محطات الشرف  في مسيرة أردن العز والكرامة  بقيادته الهاشمية  حاملة أمانة الوصاية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

والسياسة الحكيمة والمتزنة لجلالته  جعلت للأردن حضورا دوليا مؤثرا  وجعلت منه بوابة رئيسية لإرسال المساعدات الإغاثية والإنسانية للأهل في غزة  ما يعكس الالتزام الأخلاقي والإنساني الذي طالما كان ديدن الأردنيين والهاشميين ويعكس الالتزام والإيمان العميق بالقيم الإنسانية حيث برز الأردن في المشهد الدولي والعالمي  كداعم رئيسي للسلام والاستقرار .

الملفت ولا عتب هنا ان الناطق الرسمي باسم حركة حماس تجاهل قصدا استثناء توجيه الشكر للاردن على مواقفه وما قدمه من اجل قطاع غزة واهلها منذ بدء العدوان وهو أمر لا يعنينا ولن يؤثر على مواقفنا الثابته ليس من أجل اهلنا في غزة فقط بل وجميع ابناء الشعب الفلسطيني القابضين على جمر الصمود والتحدي ولن يزعزعنا تجاهله عن مواقفنا قيد أنملة

حمى الله الأردن وطناً وقيادة  وشعباً انه سميع مجيب الدعاء

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى