صفقة تبادل الأسرى تكشف معاناة السجون الإسرائيلية
لم يكن الأسير المحرر خليل البراقعة يتوقع إدراجه ضمن صفقة التبادل التي أُجريت بين المقاومة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي. العزلة الكاملة التي فرضتها إدارة السجون على الأسرى منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 جعلت الأسرى في ظلام تام عن أي تطورات. وعند إخراجه إلى سجن عوفر بعد منتصف ليل الجمعة، تعرّض لسوء معاملة وصفها بأنها استمرار لنهج التنكيل الممنهج داخل السجون.
وشملت الصفقة، التي تم تنفيذها يوم السبت، الإفراج عن 200 أسير فلسطيني من ذوي الأحكام العالية مقابل إطلاق المقاومة سراح 4 مجندات. الأسير المحرر محمد الرجبي أكد أن إدارة السجون حرمت الأسرى من أبسط حقوقهم، بما في ذلك الزيارات ومقابلة المحامين، وحتى عندما سمحت بذلك، فرضت شروطًا تمنع المحامين من إيصال أي أخبار عن العالم الخارجي.
وبحسب الرجبي، يعاني الأسرى من تجويع ممنهج وتدهور صحي كبير، إذ انتشر مرض الجرب بينهم نتيجة الإهمال الطبي المتعمد. وأضاف أن الأسرى يجبرون أحيانًا على السير مكبلي الأيدي والأرجل لمسافات طويلة كجزء من سياسات التعذيب. الأسير زيد بسيسي وصف الشهور الأخيرة بأنها الأسوأ في حياته، حيث حُرموا من الطعام، الملابس، وحتى الكهرباء، بينما كان يتم إطلاق الغاز يوميًا داخل الزنازين.
الأسير المحرر أسعد زعرب اختصر الوضع بوصف السجون الإسرائيلية بأنها “مقابر للأحياء”. وأكد أن سلطات الاحتلال تعمدت قطع المياه والكهرباء، وتجريد الأسرى من الملابس والأغطية لمواجهة البرد القارس. وطالب زعرب المقاومة بمزيد من الضغط للإفراج عن كافة الأسرى، مؤكدًا أن ما يجري في السجون الإسرائيلية تجاوز حدود الإنسانية، وحوّل حياة الأسرى إلى جحيم مستمر.