تحذير بريطاني من تقليص المساعدات وتأثيره على النفوذ العالمي

حذر وزير الخارجية والتنمية البريطاني، ديفيد لامي، من تداعيات تقليص الولايات المتحدة لمساعداتها الخارجية، معتبراً أن ذلك يشكل “خطأ استراتيجياً كبيراً” قد يمنح الصين فرصة لتعزيز نفوذها عالمياً. جاء ذلك خلال حديثه لصحيفة الغارديان البريطانية أثناء زيارته لأوكرانيا، حيث أشار إلى أهمية المساعدات كأداة للقوة الناعمة للدول الغربية.

وتطرق لامي إلى تجربة بريطانيا في هذا المجال، موضحاً أن دمج وزارة التنمية الدولية مع وزارة الخارجية عام 2020 جرى دون استعداد كافٍ، ما أدى إلى تراجع تأثير بريطانيا في الدول النامية. وأكد أن هذا القرار أثر سلباً على قدرة بلاده على تعزيز نفوذها الدبلوماسي، وهو درس يجب أن تستفيد منه الدول الحليفة.

وشدد لامي على ضرورة أن تتجنب الولايات المتحدة الوقوع في الخطأ نفسه، مؤكداً أن تقليص المساعدات ليس مجرد مسألة مالية، بل قرار يؤثر على العلاقات الدولية والتوازنات الجيوسياسية. وأضاف أن القوى الكبرى، مثل الصين، مستعدة لسد هذه الفجوة وتعزيز حضورها في المناطق التي تراجعت فيها المساعدات الغربية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أهمية الاستثمارات في القوة الناعمة، مشيراً إلى أن المساعدات لا تعني فقط تقديم دعم اقتصادي، بل تلعب دوراً حاسماً في تعزيز الاستقرار العالمي وبناء شراكات قوية. وحذر من أن أي تراجع في هذا المجال قد تكون له عواقب بعيدة المدى على نفوذ الغرب في العالم.