الزميلة عروب العبادي تكتب : قراءة للقاء سيدنا مع ترامب

لقاء جلالة الملك عبدالله الثاني مع ترامب كان لقاءً مدججاً بالدوبلوماسية المنطقية البعيدة عن العواطف، فمثل هذه المواقف لا يتطلب تقديم المشاعر والعواطف على المنطق في سبيل تحقيق توازن القوى، فمثلاً توسيع الأطراف المعنية بالقضية هو أمر في غاية الأهمية اعتمده سيدنا في هذا اللقاء.

كما ان المواقف السياسية يجب ان تكون مدروسة ومحسوبة وقد لا تُرضي هذه المنطقية الدوبلوماسية بعض التوجهات الشعبية التي تعشق ركوب الموجة، حيث كان الخطاب السياسي واضح ويرفض التهجير، كما ان تراجع ترامب عن تهديده للاردن بقطع المساعدات عن الأردن هو أمر في غاية الأهمية وخطوة مهمة ومثمرة لهذا اللقاء.

اما عن حديث الملك بخصوص استقبال الأردن الفين طفل فلسطيني، فهي رسالة واضحة ان دور الأردن إنساني إغاثي من قبيل استقبال مرضى لعلاجهم لا اكثر، ورسالة واضحة لترامب مفادها لا تنتظر اكثر من ذلك وتؤكد التزام الأردن بدوره الإنساني الاغاثي الطبي والتأكيد فقط على الأطفال وليس الأسر والعائلات ، حيث حاول البعض تأويل هذا الامر وتفسيره خارج السياق .

وفي رد سيدنا على السؤال المتعلق باستقبال اهل غزة ،” سأفعل الافضل لبلدي” هذا رد واضح وصارخ ومباشر ان مصلحة الأردن هي المصلحة العليا، والتي لا تعلو عليها مصلحة كما انه يؤكد على سيادة الأردن على الأراضي الأردنية وهو صاحب الولاية والأحقية والحكم في أراضيه.

المطلوب اليوم منا كأردنيين، تمتين الجبهة الداخلية والوقوف صفا واحدا مع الملك العظيم والوطن، الذي يمر بانعطافه تاريخية، وأن يكون الموقف العربي داعم للأردن كما عهدناه، بما يعزز موقفنا ويدعم قضية فلسطين التي هي قضية كل العرب.

ختاماً من لا يُقدّر قيمة الأوطان، لا يستحق العيش فيها، كما ان موجة الهجوم على الأردنيين الذين يخرجون لدعم قيادتهم والدفاع عن بلدهم واتهامهم بالتسحيج، لا يمكن تسميته او وصفه إلا انه مرض، فإذا كان حب الوطن والقيادة تسحيجاً يا من تجهلون ما هي “السحجة” في الموروث الأردني العريق ، فلتعلموا ان الأردني اكبر سحيج عندما يتعلق الأمر بالأردن.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى