امل خضر تكتب وجهان

لأول مرة اهدي ما اكتبه لأحدهم نعم هذه المقال اهداء الى ابو وجهين لتبقى هذه الكلمات مراءة وجهك الحقيقي تلك الصفة المذمومة لكل من يعمل على إثبات وجوده بين مَن حوله بوجهَيْن يكيِّفهما حيث يشاء، ويتلذذ بهما في أذية الآخرين والسعي وراء إفساد القلوب المتآلفة. (أبو وجهين ، أم وجهين)، هم من لا يرون عيوبهم.. ومن غبائهم أنهم يظنون أن من حولهم لا يعرفون الدور الذي يقومون به، ويعتقدون أنهم بتلك الوجوه المتلونة والأقنعة المزيفة يحققون أهدافهم السيئة دون أن يُكشف أمرهم؛ فهم كالنعام الذي يغطي وجهه في الأرض، ويعتقد ألا أحد يراه. وهذه الجملة ذكرتني فيها زميلتي بنقاش اليوم حول واقع ما نعيشه من نفاق …..
(أبو وجهين ، أم وجهين) من أخطر الناس، ومن أصعب الشخصيات التي تواجهنا في حياتنا؛ لأنه يُظهر لك الوجه الحسن، ويخفي الوجه القبيح الذي يستخدمه للطعن في الآخرين. والمشكلة أن هذا الصنف من الناس لا تكتشفه إلا بعد فوات الأوان لكن في نهاية الامر يكشف مهما اخفى وجه في اعمق حفر سواد قلبه وروحه؛ فهو في نظر الجميع يمارس دورًا إصلاحيًّا، وواقعه يقول غير ذلك. وقد نكون نحن سببًا في وجود مثل هذه الشخصية بيننا بسبب ثقتنا المفرطة. والمشكلة أن فينا من يصفق له، ويعطيه أكبر من حجمه. وقد وصفت الأحاديث النبوية هذا الصنف بأنه أشر الناس؛ فعن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “تجد أشر الناس يوم القيامة ذا الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بحديث، وهؤلاء بحديث” متفق عليه. وفي حديث آخر عن عمار بن ياسر – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: “من كان له وجهان في الدنيا كان له يوم القيامة لسانان من نار”. وذو الوجهين ممثل بارع، يتقمص شخصيات عدة، ويستطيع إقناع الآخرين بأساليبه المراوغة، وأكاذيبه المزيفة؛ فحاله ينطبق على حال المنافق؛ لأنه يتملق بالباطل؛ لذا وصفه النبي – صلى الله عليه وسلم – بأنه من أشر الناس.
من المؤسف أن يعيش بيننا هذا الصنف من الناس، ولا نجد أحدًا يقف أمامه؛ ليردعه عن فعله، ويبيِّن له أن الجميع عرفوا شخصيته، وهم وإن كانوا يتحملون أذاه فإنما من أجل اتقاء شره، بينما هو يقوم بذلك بدافع نفعي وانتهازي، فيتلوَّن على حسب المصلحة التي يريدها، ويسعى بين الناس بالنميمة، ويقنعك بأنه معك وهو ضدك إذا كان ذلك من مصلحته.. وللأسف، إن نتائج ما يقوم به تكون خطيرة على الفرد والمجتمع، وعلى الأمة بأسرها؛ فكم من أمم انكشف عوارها، ودبت فيها الخلافات، بأسباب ذي الوجهين.
وأخيرًا.. فإننا بحاجة إلى مقاومة أصحاب الوجوه المتناقضة والأقنعة المزيفة، وعدم تمرير ما يسعون إليه من تفريق الأُسَر والمجتمعات . احمد الله أن هذه الوجوه تزيد من ارواحنا قوة وارادة وإيمان لن يملك اي احد ضرا أو نفعا الا بإرادة الله. فزادك الله وجها ثالثا لعلى وعسا تكفي سواد قلبك وروحك……