الدكتور جعفر العويدات يكتب : “كلا” الملك…صوت الحزم وثبات الموقف

بقلم: د. جعفر العويدات

التقى جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم – اليوم – مخاطبًا المتقاعدين العسكريين، ليؤكد مجددًا على لاءاته الثلاث، وهي لاءات الأردن الصامد أمام كل محاولات التغيير والضغوط الخارجية، ولكن ما ميّز خطاب اليوم عن سابقه هو استخدام جلالته لحرف الجواب “كلا”، وهو حرفٌ يحمل في طيّاته الردع والحزم، معلنًا بذلك موقفًا أكثر وضوحًا وقوةً تجاه القضايا المصيرية للوطن والقضية الفلسطينية.
لقد جاء الخطاب هذه المرة أشدّ وقعًا، وأكثر حدّة، ليعكس روح التحدي والثبات التي تزداد رسوخًا لدى جلالته، مستمدًا قوّته من التفاف الشعب حوله، ومن اللافت أن الثقة التي زادته صلابةً ظهرت جليّة منذ استقباله التاريخي في مطار ماركا العسكري، حين عاد من رحلته في الولايات المتحدة، إذ كان أبناء الأردن، على اختلاف مواقعهم، يملؤون الميدان، ليؤكدوا وقوفهم خلف قيادتهم الهاشمية، في صورةٍ مهيبة تعكس عمق الولاء والانتماء.
ولأنّ الأردن كان وسيظل عصيًا على المؤامرات، فقد وجّه جلالة الملك، بكل حزم، رسالة صارمة إلى أولئك الذين ارتهنوا أنفسهم للخارج، حين قال في تعبيرٍ يحمل دلالة العتاب والغضب: “مش عيب عليهم؟” وهي عبارة تحمل بين طياتها استنكارًا شديدًا لمواقف من باعوا وطنهم للآخرين، واختاروا أن يكونوا أدواتٍ في أيدي غيرهم، بدلًا من أن يكونوا حماةً للوطن، وعاملين لمصلحته.
إن هذا الخطاب لم يكن مجرد كلماتٍ تُقال، بل كان رسالةً للعالم بأسره، بأن الأردن، بقيادته الهاشمية الحكيمة، لن يغيّر بوصلته، ولن يحيد عن ثوابته، مهما تعاظمت التحديات، لقد كان جلالة الملك، كعادته، صادقًا في مواقفه، شجاعًا في قراره، واضحًا في رؤيته، مؤكدًا أن الأردن لن يكون إلا كما كان دائمًا، حصنًا منيعًا، وقلعةً للصمود، ووطنًا لا يعرف إلا العزة والكرامة.
وفي ظل هذا الخطاب، يحق لكل أردني أن يفخر بقيادته، التي لا تساوم ولا تهادن حين يتعلق الأمر بمصلحة الوطن، واليوم، تتجدد العهود، وتتأكد الثوابت، ويبقى الأردن على العهد، بقيادة ملكٍ صلب الإرادة، واضح الرؤية، يمضي بثقةٍ نحو المستقبل، مدعومًا بشعبٍ لا تزيده المحن إلا وحدةً وقوة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى