عدوان متواصل على جنين: دمار واسع ونزوح الآلاف

يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدينة جنين ومخيمها لليوم الرابع والأربعين وسط تصعيد عسكري مكثف، حيث تحاصر قوات الاحتلال المنطقة وتفرض قيودًا مشددة على حركة السكان. الدبابات والآليات العسكرية تنتشر في محيط المخيم، فيما يتمركز الاحتلال أمام مستشفى جنين الحكومي، مانعًا الطواقم الصحفية من دخول المنطقة لكشف حجم الدمار والانتهاكات بحق الفلسطينيين.
وشهدت جنين يومًا داميًا بعد استشهاد ثلاثة شبان، هم جهاد علاونة (21 عامًا) الذي أصيب بالرصاص الحي في الحي الشرقي، وأيسر السعدي الذي اغتيل بعد اقتحام عمارة الغول واحتجز الاحتلال جثمانه، وأحمد مفيد الكيلاني الذي أُعدم قرب حاجز حومش بين جنين ونابلس. كما اعتقلت قوات الاحتلال عددًا من الشبان، بينهم الشقيقان صابر وإسلام الجربوع، بعد مداهمات عنيفة شملت عمليات تدمير للبنية التحتية وتهجير قسري للأهالي.
وأفاد مدير العلاقات العامة في بلدية جنين، بشير مطاحن، بأن الاحتلال دمر بشكل ممنهج معالم المخيم، مشيرًا إلى أن طواقم البلدية لم تتمكن سوى من دخول مسافة 10 أمتار داخل المخيم، حيث بدا حجم الدمار كارثيًا. وأكد مطاحن أن الاحتلال يسعى إلى إعادة رسم المخيم من خلال توسيع الشوارع وتدمير المنازل، مع تقديرات للخسائر التي لحقت بالخدمات الأساسية والبنية التحتية بالملايين.
وأجبر العدوان نحو 20 ألف فلسطيني على النزوح من مخيم جنين، متوزعين على 39 بلدة وهيئة محلية، بعد تدمير 120 منزلًا بالكامل وعشرات المنازل جزئيًا. كما نفذ الاحتلال 336 مداهمة وتفتيش، إضافة إلى 15 غارة بطائرات مسيرة، فيما يستمر بإغلاق مداخل المخيم بالسواتر الترابية. وأسفر هذا العدوان حتى الآن عن استشهاد 30 فلسطينيًا وعشرات الجرحى، في ظل استمرار القصف والمداهمات، وسط صمت دولي متواصل.