عامر يعقوب الشياب يكتب: وزارة التربية والتعليم وأصحاب الأجندة الخاصة.

تتعرض وزارة التربية والتعليم في الآونة الأخيرة لهجمة همجية من أصحاب الأجندة الخاصة والمرتزقة والذين يهرفون بما لا يعرفون، ويتسترون وراء شعارات التعاطف والإنسانية والحرص على سلامة الطلاب في المؤسسات التعليمية، منصبين أنفسهم حكاماً وجلادين للنظام التربوي العريق المنبثق من الدستور الأردني وتعاليم الدين والحضارة العربية الإسلامية والمنفرد على المستوى العالمي بالشفافية والريادة والمسؤولية والنزاهة.
النظام التربوي في المملكة قائم على مجموعة شاملة من الأنظمة والتعليمات بشهادة خبراء المنظمات والهيئات الدولية والعالمية الذين تمّ تصنيفهم كشريك استراتيجي مع وزارة التربية والتعليم في تطوير العملية التعليمية في جميع الجوانب والمراحل على صعيد الطلبة والمعلمين والإدارة وقد حققت الوزارة الأم؛ وزارة التربية والتعليم أعلى درجات الجودة الشاملة في الخدمات التي تقدمها للطلبة.
من هذا المنطلق أوجه رسالة مختصرة لأصحاب الترندات والأجندة الخاصة الذين يسعون لتحقيق مكاسب مادية من خلال صفحات التواصل الاجتماعي: لا تتلاعبوا بمشاعر وعواطف الأردنيين ولا تجلدوا أمكم (أم الوزارات) التي نشأتم في حضنها وتربيتم على يديها وتعلمتم القراءة والكتابة من خلالها، لا تجلدوا من كان لها الفضل الكبير في تحويلكم من جاهلين الى متعلمين. لا نطالبكم بالوفاء لهذه الأم ولا نطالبكم بإعطائها حقها أو ذكر فضلها عليكم ولكن نطالبكم بعدم الإساءة لها لأنها لا تستحق منكم ذلك الجحود والعقوق.
اما الذين ينساقون وراء أصحاب المصالح الشخصية ويهرفون بما لا يعرفون فأقول لكم اتقوا يوماً ترجعون فيه الى الله؛ كونوا صادقين مع أنفسكم وتعرفوا على وزارة التربية والتعليم من خلال موقعها الالكتروني الموجود على هواتفكم وأجهزة الحاسوب لديكم؛ تعرفوا على إدارات هذا الصرح العريق والأنظمة والتعليمات فيها والمنشورة بكل شفافية ووضوح وشمول.
ولكن للأمانة لن تستطيعون احتواء كل ما هو موجود ومن تجربتي الشخصية لمدة تزيد عن اثنين وعشرين عاماً اداري داخل المديريات تنفلت خلالها بين معظم الأقسام واطلعت على جميع الأنظمة والتعليمات والقوانين وقمت بتلخيص ما يزيد عن (2350) صفحة ولكنها لم تكن كافية للحصول على رتبة اداري خبير فما زال هناك كفايات وظيفية وتعليمات تحتاج الى مراجعة وتوثيق؛ هذا الشاهد لمن يجهلون الحجم الكبير من شمولية النظام التربوي في وزارة التربية والتعليم والذين يقللون من كفاءة وقدرات العاملين فيها.
ورسالتي الأخيرة لمن يجلدون ذاتهم وهم لا يعرفون: ان نظام الجودة والمساءلة في وزارة التربية والتعليم يستند الى أنظمة وتعليمات وقوانين واضحة وشاملة يتم متابعتها من جميع الإدارات في الوزارة والمديريات في الميدان التربوي، ويتم تعزيز الالتزام بها ومحاسبة المقصرين من خلال أنظمة الرقابة الداخلية وإدارة أنظمة الموارد البشرية العادلة وتطبيق المساءلة (الحوكمة الرشيدة) ، ومن باب الولاء والانتماء لهذا الوطن عدم التعاطي مع الاخبار المسيئة لهذا الصرح العريق المميز وعدم مشاركتها اوالتفاعل معها فالعاقل لا يقطع الشجرة لوجود ثمرة مريضة على أحد أغصانها .
حمى الله الوطن وقائد الوطن المفدى وأبناء الوطن من الفاسدين والمفسدين