دعوة للمشاركة والوعي في اليوم العالمي للكلى بقلم سارة طالب السهيل

رغم أنني كاتبة تنوعت اهتماماتي، وكتبت في ميادين مختلفة من الأدب إلى الثقافة إلى القضايا الاجتماعية، فإنني أؤمن بأن دور الكاتب يتجاوز مجرد الكتابة؛ فهو رسالة توعية وإضاءة للطريق أمام المجتمع، لتحذيره من المخاطر التي قد تحيط به في كل مجال. ولعلني لست متخصصة في الشؤون الصحية، لكن قلبي يخفق بقوة كلما تذكرت خالتي السيدة الطيبة، الشيخة أم مشهور الفايز، التي كانت الأخت لوالدتي.
أتذكر دموع والدتي وهي تحكي عن معاناة صديقتها مع مرض الفشل الكلوي، تلك المعاناة التي استمرت لسنوات طويلة، حيث كانت الكلى، تلك الأعضاء الصامتة، تتحول شيئًا فشيئًا إلى مصدر للألم . الخالة أم مشهور، التي كانت دوما مصدرًا للفرحوالعطاء، أصبحت تعاني من جهاز غسيل الكلى تفقد شيئًا من حياتها مع كل جلسة. رغم العناية
والرعاية الشديدة لها من أفراد اسرتها کافه ورغم حبها للحياة وروحها المكافحة والمؤمنه للأسف
اليوم، وأنا أكتب عن أمراض الكلى، أرى صورتها أمام عيني، تلك السيدة التي كانت تملأ الدنيا حبا وطيبة و إخلاصا . رحم الله الشيخة ام مشهور الشعلان وأسكنها فسيح جناته فذاكرة طفولتي تملأها الذكريات الجميلة مع الخالة الغالية التي فقدتها وكأنني فقدت جزء من روحي لروحها الطاهرة السلام، ولكل من عانى أو يعاني من هذا المرض أهدي هذه الكلمات، عسى أن تكون نورًا في طريق التوعية والوقاية.
مرض الكلى يُعد أحد أكبر التحديات الصحية في عصرنا الحديث، حيث يعاني ملايين الأشخاص حول العالم من أمراض الكلى المزمنة والفشل الكلوي. هذه الأمراض لا تؤثر فقط على الصحة الجسدية، بل تمتد آثارها لتشكل عبئًا نفسيًا واجتماعيا واقتصاديًا
اليوم العالمي للكلى: مناسبة للتوعية والتضامن في العاشر من مارس من كل عام، يحتفل العالم باليوم العالمي للكلى، وهو حدث سنوي أطلقته الجمعية الدولية لأمراض الكلى والاتحاد الدولي للكلى في عام 2006. يهدف هذا اليوم إلى زيادة الوعي بأهمية صحة الكلى، وتعزيز الوقاية، وتشجيع التشخيص المبكر، ودعم المرضى الذين يعانون من أمراض الكلى. هذا العام، يأتي الاحتفال تحت شعار *”هل كليتك بخير؟”، وهو سؤال بسيط لكنه عميق
يدعو كل فرد إلى التفكير في صحته الكلوية واتخاذ
خطوات عملية لحمايتها.
أمراض الكلى: أرقام صادمة وحقائق مريرة
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية والجمعية الدولية
الأمراض الكلى، فإن أمراض الكلى المزمنة تعد من أكبر التحديات الصحية العالمية تشير الإحصائيات إلى أن أكثر من 850 مليون شخص حول العالم يعانون من شكل من أشكال أمراض الكلى، بدءًا من الالتهابات البسيطة وصولا إلى الفشل الكلوي الكامل. ومن المؤسف أن حوالي 10% من البالغين يعانون من أمراض الكلى المزمنة، بينما يتسبب الفشل الكلوي في وفاة ما يقرب من 2.4 مليون شخص سنويا.
هذه الأرقام ليست مجرد إحصائيات، بل هي قصص إنسانية لأشخاص يفقدون قدرتهم على العيش بشكل طبيعي بسبب مرض قد يكون قابلا للوقاية أو العلاج إذا تم اكتشافه مبكرًا