شكر وامتنان بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية لمعالي الدكتور رمزي خوري رئيس اللجنة الرئاسية العليا للكنائس للدور الهام الذي قام به بإعادة تفعيل الستاتيكو وتثبيته في مغارة بيت لحم،

القدس _ بسام العريان
أكدت بطريركية الروم الأرثوذكس المقدسية، ردًا على الشائعات المتداولة حول استضافتها للعائلات المهجَّرة قسرًا في الكنيسة الأرثوذكسية في غزة، أن أبواب الكنيسة ستظل مفتوحة لكل من لجأ إليها، وأنها ستبقى، كما كانت دائمًا، ملاذًا آمنًا لكل مُتألّم، دون تمييز أو شروط، مستندةً إلى رسالتها المسيحية القائمة على المحبة والرحمة وخدمة الإنسان. وأوضحت البطريركية أن الكنيسة الأرثوذكسية في غزة، الممتدة جذورها في هذه الأرض المقدسة منذ القرون الأولى للمسيحية، لم تتوانَ يومًا عن أداء واجبها الإنساني، وستواصل احتضان العائلات التي لجأت إليها، مؤكدة أن كل من وجد في الكنيسة بيتًا يحتمي به سيبقى مرحبًا به طالما اقتضت الحاجة.
وجددت البطريركية التزامها الثابت بمواصلة جهودها الإنسانية في غزة، رغم التحديات الجسيمة، مسخرةً كل الإمكانيات المتاحة لتأمين المأوى والمساندة للعائلات المنكوبة، مستلهمةً تعاليم السيد المسيح الذي أوصانا بأن نكون نورًا في ظلمة الصعاب، ورجاءً للمستضعفين. كما رفعت صلواتها من أجل إحلال العدل في الأرض المقدسة، داعية جميع أصحاب الضمائر الحية إلى الوقوف إلى جانب ضحايا الحرب والعمل على إنهاء معاناتهم بروح الأخوّة والتضامن الإنساني.
وفي هذا السياق، ناقش المجمع الأورشليمي المقدّس، الذي انعقد في دار البطريركية بالقدس برئاسة صاحب الغبطة كيريوس كيريوس ثيوفيلوس الثالث، بطريرك المدينة المقدّسة أورشليم وسائر أعمال فلسطين والأردن، عدّة قضايا إدارية وكنسية ورعائية تتعلق بخدمة البطريركية وأديارها وكنائسها والإكليروس والشعب. واستهلّ المجمع جلسته بالصلاة على روح المثلث الرحمات رئيس أساقفة ألبانيا كيريوس كيريوس أنستاسيوس، كما استذكر قدس الأرشمندريت المطوَّب الذكر يروثيوس رئيس دير القديس ثيودوسيوس في العبيدية.
كما أعرب غبطته عن امتنانه للدور الهام الذي قام به رئيس اللجنة الرئاسية العليا لمتابعة شؤون الكنائس في فلسطين، الدكتور رمزي خوري وجميع اعضاء وطاقم اللجنة في إعادة تفعيل الستاتيكو وتثبيته في مغارة بيت لحم، مؤكدًا أهمية الحفاظ على النظام الكنسي واحترام التقاليد المتبعة.
وأصدر المجمع الأورشليمي المقدس عددًا من القرارات، منها تعيينات كنسية جديدة في الأديرة والكنائس، ومنح درجات كهنوتية، إضافةً إلى تهنئة بعض رجال الدين على إنجازاتهم الأكاديمية والصحية. كما أطلع غبطته أعضاء المجمع على نتائج زيارة وزير الخارجية اليوناني ووزيرة الثقافة اليونانية إلى دار البطريركية، حيث أعرب الوزير عن اهتمامه بنقل قضايا البطريركية، وخاصة ما يتعلق بدير القديس بورفيريوس في غزة، إلى المحافل الدولية.
وفي ختام أعمال المجمع، رفعت البطريركية صلواتها من أجل سلام العالم والأرض المقدسة، متمنية لأبناء الكنيسة المقدسية صومًا مقبولًا ومواسم خلاصية مملوءة بالبركات والنِعم الإلهية، داعيةً الله أن يُشرق بنور قيامته في قلوب جميع المحزونين، ويمنحهم السلام والتعزية الإلهية.