قناة “فرانس 5” تسحب وثائقياً يكشف استخدام فرنسا للأسلحة الكيميائية ضد الجزائريين

في خطوة مفاجئة، قررت قناة “فرانس 5” الفرنسية سحب وثائقي كان من المقرر عرضه الأسبوع المقبل يكشف عن استخدام الجيش الفرنسي للأسلحة الكيميائية ضد الجزائريين خلال الثورة التحريرية، دون تقديم مبررات مقنعة لهذا القرار. كان من المفترض عرض الوثائقي يوم الأحد المقبل، بعد أن بثته القناة السويسرية “أر.تي.أس”، إلا أن “فرانس 5” تراجعت عن عرضه دون توضيح واضح.
الوثائقي الذي أخرجته كلير بييه، تحت عنوان “الجزائر، وحدات الأسلحة الخاصة”، يكشف عن استخدام فرنسا لأسلحة كيميائية محظورة بين عامي 1954 و1959، متعارضة مع بروتوكول جنيف لعام 1925. وظهرت الوثائق التي استعرضها المؤرخ كريستوف لافاي، والتي تؤكد تورط الجيش الفرنسي في تنفيذ هجمات بغازات سامة، بما في ذلك غاز الخردل، في أكثر من 8000 عملية قصف عبر الجزائر.
ورغم أن القناة اكتفت بإعلان إتاحة الوثائقي على موقعها الإلكتروني، إلا أن القرار أثار تساؤلات حول مدى استقلالية القناة في التعامل مع مثل هذه المواضيع الحساسة. صحيفة “ليبيراسيون” الفرنسية أفادت بأن القناة بررت سحب الوثائقي بتخصيص تغطية خاصة للأزمة الأوكرانية، ما فتح المجال أمام مزيد من الجدل بشأن الرقابة على الملفات التاريخية.
من جانبه، عبرت المخرجة كلير بييه عن استغرابها من القرار، معتبرة أن سحب الوثائقي قد يزيد من الجدل حول الجرائم الاستعمارية الفرنسية في الجزائر ويزيد من توتر الأوضاع الدبلوماسية. كما أشار المؤرخ كريستوف لافاي إلى أن هذه الوثائق تكشف عن قمع ممنهج في الجزائر باستخدام أسلحة محظورة، وهو ما يعيد فتح ملف الانتهاكات الفرنسية في الحقبة الاستعمارية.
المصدر: RT