معركة الكرامة العظيمة: إرثٌ يتجدد تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني بقلم: الملحق العسكري العُماني بالأردن

معركة الكرامة، تلك الملحمة التي سُطِّرت بدماء الشهداء وبسالة الجيش العربي الأردني في عام 1968، ليست مجرد حدث تاريخي يُحكى، بل هي إرثٌ عظيم يتجدد يومياً تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية. فما تعنيه معركة الكرامة اليوم للجيش العربي هو استمرار مسيرة العزة والكرامة، وترسيخ قيم الشجاعة والتضحية التي جسدتها تلك المعركة الخالدة.
في الحادي والعشرين من آذار (مارس) عام 1968، وقف الجندي الأردني كالأسد المدافع عن أرضه وعرضه، ليحقق انتصاراً تاريخياً أعاد للأمة العربية كبرياءها. اليوم، وبعد أكثر من خمسة عقود، يستلهم الجيش العربي الأردني، تحت قيادة سيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني، دروس تلك المعركة العظيمة، ليواصل مسيرته كحصن منيع للأردن والعرب أجمعين.
جلالة الملك عبدالله الثاني، الذي تربى في كنف القيادة الهاشمية العريقة وسليلها، يحمل نفس الروح التي قادت معركة الكرامة: روح العزيمة والإصرار، والتفاني في خدمة الوطن والأمة. فالجيش العربي اليوم، تحت قيادته الحكيمة، ليس مجرد قوة عسكرية، بل هو رمز للاستقرار والأمن والسلام في منطقة مضطربة. لقد استطاع جلالته أن يُحدِّث الجيش ويُطوره، مع الحفاظ على القيم العريقة التي جعلت منه جيشاً محترماً ومهاباً على المستوى الإقليمي والدولي.
معركة الكرامة اليوم تعني للجيش العربي الأردني التزاماً مستمراً بحماية حدود الوطن وصون سيادته، والوقوف في وجه أي تهديد يمس أمن الأردن وشعبه. وهي أيضاً تذكير بأن الجيش العربي، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، ما زال يحمل نفس الروح التي جعلت منه جيش الكرامة، جيشاً لا يعرف التراجع ولا يقبل بالهوان.
كملحق عسكري عُماني في الأردن، أُؤمن بأن الجيش العربي الأردني يعد أنموذجاً يُحتذى به في الإخلاص والتفاني. فالتعاون بين الأردن وعُمان، والذي يتم تحت مظلة القيادة الحكيمة لسيدنا جلالة الملك عبدالله الثاني ومولانا حضرة صاحب جلالة السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان المفدى- حفظهما الله ورعاهما، يُعتبر مثالاً رائعاً للأخوة التي تربط بين بلدينا الشقيقين. نحن في عُمان نعتز بهذه الشراكة، ونسعى دوماً لتقويتها، انطلاقاً من إيماننا بأن الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة هو مسؤولية مشتركة.
في الختام، أقول إن معركة الكرامة ليست مجرد ذكرى تُحتفى بها، بل هي إرثٌ يتجدد يومياً تحت قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني. فالجيش العربي الأردني، بقيادته الحكيمة وتضحياته الجسام، ما زال يحمل راية العز والكرامة، ويسير على درب أسلافه من الأبطال الذين سطروا ملحمة الكرامة. فتحية إجلال وإكبار لجلالة الملك عبدالله الثاني، وللجيش العربي الأردني، الذي يظل درعاً واقياً للأردن والأمة العربية.
*العقيد الركن بحري سالم بن مهنا الشكيلي*
*الملحق العسكري العُماني بالأردن*