ضغوط عسكرية وتصعيد سياسي وسط استمرار العدوان على غزة

تواصل إسرائيل قصف قطاع غزة لليوم الثالث على التوالي وسط تعثر المفاوضات حول وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مصادر مطلعة أن الوساطات لا تزال جارية رغم التوتر المتصاعد، مشيرةً إلى أن الحكومة الإسرائيلية تعوّل على تصاعد الضغط العسكري لدفع حركة حماس إلى تقديم تنازلات. وأكدت المصادر أن إسرائيل فوجئت بتصريحات المبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، التي أظهرت تباينًا واضحًا بين الرؤية الأميركية والإسرائيلية حول مسار الحرب.

في غضون ذلك، قالت حماس إنها لا تزال منخرطة في المفاوضات مع الوسطاء بجدية ومسؤولية، نافيةً ما تروجه وسائل الإعلام الإسرائيلية عن قطع الاتصالات. وأوضحت الحركة أنها تدرس المقترحات المطروحة، مؤكدةً أن أي اتفاق يجب أن يضمن الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين وإنهاء العدوان الإسرائيلي على القطاع. وعلى الأرض، واصل الاحتلال قصفه لمناطق متفرقة في غزة، ما أدى إلى سقوط مئات الشهداء والجرحى، وسط تفاقم الأزمة الإنسانية جراء تشديد الحصار ومنع وصول المساعدات.

في إسرائيل، شهدت تل أبيب ومدن أخرى مظاهرات حاشدة، وصفت بأنها الأكبر منذ شهور، احتجاجًا على سياسات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وطالب المتظاهرون بوقف الحرب واستعادة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، محملين الحكومة مسؤولية تعثر الصفقة. واتهمت عائلات الأسرى نتنياهو بالتضحية بأبنائهم لأسباب سياسية، بينما حاولت الشرطة تفريق المتظاهرين بالقوة مع تصاعد الغضب الشعبي.

من جانبه، صرّح أوفير فالك، مستشار نتنياهو للشؤون الخارجية، بأن الضغط العسكري هو السبيل الوحيد لإجبار حماس على تقديم تنازلات، مشيرًا إلى أن القصف المستمر سيدفع الحركة إلى العودة لطاولة المفاوضات. وأثارت تصريحات فالك موجة من الانتقادات، حيث دعت دول أوروبية وعربية إلى وقف العدوان فورًا وإعادة فتح المعابر الإنسانية. وفي ظل تصاعد الأزمة، يبقى الوضع مفتوحًا على مزيد من التصعيد، مع استمرار الغارات الإسرائيلية والمطالبات الدولية بوقف فوري لإطلاق النار.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى