أمام دولة د. حسان: رؤية لتعزيز الإستقرار الوطني والجيوسياسي، ومن حصيلة مساهمات القطاع الخاص القادمة

كتب أ.د. محمد الفرجات
في ظل التوجيهات الملكية السامية التي رسمت ملامح الشراكة بين القطاعين العام والخاص، يبرز اسم دولة الدكتور جعفر حسان كرجل دولة وقائد استراتيجي استطاع تحويل هذه الرؤية إلى واقع ملموس. لقد جاءت جهوده مؤخراً لتتوج بقيادة عملية تعزيز المسؤولية المجتمعية للقطاع المصرفي وشركة الفوسفات، حيث أثمرت هذه الجهود عن جمع مبلغ 130 مليون دينار، تم تخصيصه لدعم قطاعات حيوية تشمل التعليم والصحة والتنمية.
هذه الخطوة المباركة تعكس الالتزام الجاد والواعي تجاه تحسين جودة الحياة للمواطن الأردني، وتؤكد على رؤية جلالة الملك عبدالله الثاني في بناء مجتمع متماسك قائم على الشراكة والتعاون بين جميع الأطراف. إلا أن الأمل يتجاوز ذلك نحو استثمار المزيد من الجهود من بقية القطاع الخاص، بما في ذلك شركات البوتاس والاتصالات وقطاع الاستيراد ورجال الأعمال وغيرها، لتوسيع دائرة العطاء والمسؤولية المجتمعية.
قرى إنتاجية: نموذج تنموي شامل
لعل من أعظم الأفكار التي يمكن استثمار المساهمات المالية القادمة فيها هي إنشاء قرى إنتاجية متكاملة في البادية الجنوبية والوسطى والشمالية الشرقية. تكون هذه القرى قائمة على استخدام المياه الجوفية العميقة والطاقة الشمسية، مع توفير الإسكانات العائلية وكافة الخدمات اللازمة للعاملين فيها.
إن تأسيس هذه القرى يتطلب خارطة طريق اقتصادية شاملة تدرس احتياجات السوق المحلي والإقليمي والدولي، بما في ذلك الأسواق الأوروبية والإفريقية، مع وضع خطط تنفيذية متكاملة لتحقيق هذا الطموح.
مواقع استراتيجية: تكامل بين الموارد والبنية التحتية
الصحراء الجنوبية:
تتميز الصحراء الجنوبية بموقعها القريب من محافظة معان، وتوافر خامات الفوسفات والرمل الزجاجي، بالإضافة إلى قربها من موانئ ومطار العقبة ومنطقة العقبة الاقتصادية الخاصة. يمكن توجيه هذه المنطقة نحو الصناعات التعدينية واللوجستية بشكل يتماشى مع طبيعة الموارد المحلية.
البادية الوسطى:
موقعها المميز بالقرب من مطار الملكة علياء الدولي يجعلها نقطة وصل استراتيجي بين العاصمة عمان ومحافظات الجنوب مثل الطفيلة والكرك. يمكن توجيه هذه القرية نحو الصناعات التي تعتمد على استيراد الخامات وتصدير المنتجات، مما يحقق توازناً اقتصادياً وتنموياً.
البادية الشمالية الشرقية:
تتميز هذه المنطقة بقربها من الحدود السورية، ما يعزز فرص الاستفادة من مشاريع إعادة الإعمار، إضافة إلى قربها من محافظات الشمال مثل المفرق وإربد والزرقاء. يمكن لهذه المنطقة أن تكون مركزاً صناعياً وزراعياً يغذي حاجات السوق المحلية والأسواق المجاورة.
الاعتماد على الذات وتعزيز الإنتاج الوطني:
إن إنشاء هذه القرى الإنتاجية يشكل فرصة ذهبية لتعزيز قطاع الإنتاج الوطني، والانتقال نحو الاكتفاء الذاتي في مختلف القطاعات. فضلاً عن ذلك، فإن هذه المجمعات الإنتاجية ستسهم في توظيف عشرات آلاف الشباب الأردني من مختلف التخصصات، مما يسهم في تخفيف البطالة بشكل ملموس.
الأبعاد الجيوسياسية: سد الثغرات وتحقيق الاستقرار
لا يمكن إغفال البعد الجيوسياسي لهذه الخطوة. فتعمير الصحراء وإنشاء هذه القرى الإنتاجية يسهم في إشغال المساحات الفارغة، مما يحول دون شمولها في مكائد ودعوات دولية خبيثة لأغراض مشبوهة قد تستهدف تهجير الأشقاء الفلسطينيين إلى دول الجوار.
بذلك، نضمن استقرار الحدود وتعزيز السيادة الوطنية، عبر تنمية المناطق التي كانت تعد في السابق غير مستغلة.
كلمة شكر وتقدير
نقف اليوم وقفة إجلال وتقدير لدولة الدكتور جعفر حسان على جهوده الحثيثة وتفانيه في خدمة الوطن. إن مبادراته المتميزة تمثل نموذجاً قيادياً يحتذى به في ترجمة رؤى جلالة الملك إلى خطط عملية واستراتيجيات مستدامة. وكلنا ثقة بأن هذه الإنجازات ستشكل حجر الأساس لمستقبل أفضل يحمل في طياته تطوراً وتنمية شاملة لكافة مناطق المملكة.