العالم يترقب كسوفًا شمسيًا جزئيًا نادرًا في سبتمبر المقبل

تتجه أنظار المهتمين بالظواهر الفلكية حول العالم نحو السماء في 21 سبتمبر 2025، لمتابعة كسوف شمسي جزئي يعد من الأحداث النادرة خلال هذا العام. الكسوف سيحدث نتيجة مرور القمر بين الأرض والشمس، مما يحجب جزءًا من ضوء الشمس عن بعض مناطق الأرض، في ظاهرة تحظى باهتمام واسع من العلماء ومحبي الفلك على حد سواء.

الكسوف المتوقع لن يكون مرئيًا سوى في مناطق محدودة من الكرة الأرضية، تشمل أجزاءً من أستراليا والقارة القطبية الجنوبية وعددًا من الجزر المنتشرة في المحيط الهادئ، بينما تُحرم باقي دول العالم، ومنها الدول العربية، من مشاهدته. ويعود ذلك إلى طبيعة الكسوف الجزئي، حيث لا يكون القمر محاذيًا تمامًا للشمس من منظور الأرض، مما يمنع حجبها بالكامل.

وتُعد ظاهرة الكسوف إحدى أبرز تجليات الحركات الدقيقة للأجرام السماوية، إذ ترتبط ارتباطًا وثيقًا بدوران القمر حول الأرض، ودوران الأرض حول الشمس. كما تُستخدم هذه الظواهر منذ القدم في تحديد بدايات الأشهر القمرية، وتُعد محطة مهمة لتقاطع الفلك مع العلوم الشرعية. وتحدث هذه الظواهر فقط عندما يكون القمر قريبًا من إحدى العُقد القمرية، وهي النقاط التي يتقاطع فيها مدار القمر مع مدار الشمس الظاهري.

ويُصنّف كسوف الشمس إلى ثلاثة أنواع: كلي، جزئي، وحلقي، ويعتمد النوع على موقع القمر والمسافة التي تفصله عن الأرض. وفي الكسوف الكلي يُحجب قرص الشمس بالكامل، بينما يُحجب جزء منه في الكسوف الجزئي، كما سيحدث في سبتمبر. أما الكسوف الحلقي فيحدث عندما يكون القمر بعيدًا عن الأرض فلا يغطي الشمس بالكامل، لتظهر كحلقة مضيئة حوله. وعلى الرغم من أن الكسوف القادم لن يكون مرئيًا في الوطن العربي، إلا أنه يمثل فرصة ثمينة لفهم الظواهر الكونية عن قرب من المواقع التي سيشملها.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى