يوم العلم الأردني لوحة فخر تتجاوز الحدود بقلم العقيد الركن بحري سالم بن مهنا بن سالم الشكيلي الملحق العسكري بسفارة سلطنة عمان لدي المملكة الاردنية الهاشمية

عمان _ العقيد الركن بحري سالم بن مهنا بن سالم الشكيلي الملحق العسكري بسفارة سلطنة عمان لدي المملكة الاردنية الهاشمية

العلم ليس مجرد رمز، بل هو روح الأمة وهو الشاهد على ماضيها، والحارس لمستقبلها، والوعد الذي نقدمه لأجيالنا القادمة، فعندما يرفع الأردن علمه في السادس عشر من نيسان (ابريل)، فإن الألوان الأربعة (الأحمر، الأسود، الأبيض، الأخضر) والنجمة السباعية لا تحكي فقط قصة أمة، بل تصوّر ملحمة تضامن عربي أصيل. هذه الراية التي تزهو بها سماء عمّان، تجد صداها في أمواج بحر عُمان، حيث تتناغم الألوان في لوحة واحدة.

العلم الأردني ليس مجرد قطعة قماش، بل هو شاهد على تاريخ من البطولة. الأحمر يروي حكاية دماء الشهداء، والأسود يحمل عزة الرجال، والأبيض ينضح بنقاء المبادئ، والأخضر يزهو بخضرة الأرض الطيبة. أما النجمة السباعية، فهي البوصلة التي ترشدنا إلى القيم الثابتة- وهي السبع المثاني والرسالة الهاشمية الخالدة.

على ضفاف بحر عُمان، حيث تلاطم الأمواج حكايات المجد، ندرك أن الرايات وإن اختلفت ألوانها، فهي تشترك في روح واحدة. فما يعتليه الأردن من فخر بيوم علمه، نعيشه في عُمان بكل جوارحنا، لأن العزة لا تعرف حدوداً، والكرامة لا تقف عند ساحل.

العلاقات العسكرية بين البلدين تمثل نموذجاً للتعاون الاستراتيجي الرصين، حيث تتداخل الخبرات وتتكامل الرؤى في صورة نادرة من التآخي العسكري. هذا التكامل ليس وليد اليوم، بل هو نتاج رؤية ثاقبة من القيادتين الهاشمية والسلطانية، آمنت بها ولا تزال تؤمن بترابطها ووحدتها .

عندما يحتفل الأردن بيوم علمه، فإن عُمان تحتفل معه، لأن الرايات الشقيقة تتحدث لغة واحدة هي لغة العروبة الأصيلة، ولغة التضامن في مواجهة التحديات. هذه ليست مجرد مناسبة، بل هي رسالة للأجيال بأن الوحدة ليست شعاراً، بل هي مصير مشترك.

“الرايات ترفرف، والعزائم تتجدد”. هذا ما نراه عندما ننظر إلى العلم الأردني وهو يخفق في سماء العزة، تماماً كما نرى علم عُمان وهو يتحدى الأمواج في بحر المجد. فخرنا بوحدتنا، وثقتنا بمستقبلنا، وإيماننا بأن أمتنا قادرة على صنع المعجزات وتجاوز الصعوبات أن شاء الله.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى