اختراق الاخوان المسلمين

. اسعد بني عطا

-شهدت الآونة الاخيرة نبرة تصعيد إعلامية من قبل بعض كوادر جبهة العمل الإسلامي وجماعة الإخوان المسلمين عبر بيانات وتصريحات تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي بشكل ساهم بشحن وتاجيج الشارع الاردني ، الذي اقل ما يقال عنه بأنه متعاطف مع القضية الفلسطينية وما يجري في قطاع غزة لاعتبارات كثيرة ، حيث أشار بعضهم أن ” القبة السياسية ” التي وفرتها اتفاقيات التطبيع مع اسرائيل غطت على فشل منظومة ” القبة الحديدية ” بمواجهة خطر مسيّرات وصواريخ المقاومة ، ووفرت لاسرائيل اسباب الدعم والحماية ، كما اتهمت لجنة الحريات في حزب جبهة العمل الإسلامي السلطات باعتقال ( ١٠٠) ناشط من أعمار مختلفة لأسباب غير موجبة ، منها : مشاركتهم بفعاليات منددة بالعدوان على غزة ، توزيع منشورات حول موعد او مكان التجمع لمظاهرة ، او تحث الناس على التجمع من أجل غزة، وتم تحويلهم للمدعي العام وللمحاكم بتهم الجرائم الكترونية والتجمهر غير المشروع ، وتوقيف بعضهم بقرار توقيف من قبل الحاكم الإداري ، وتوزيعهم على السجون في مختلف المحافظات ، وأشار البعض إلى أعمال الترويع للأهالي لدى تنفيذ عمليات الاعتقال ومصادر الأجهزة الخلوية واعتقال الأبناء ، وتم الترويج لاختراق حسابات ( الواتساب ) لبعض قياديي الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي .

-تلا ذلك الإعلان عن إحباط ( دائرة المخابرات العامة ) مخططات تمس بالأمن الوطني من خلال ضبط خلايا سرية ينتمي بعض أفرادها للجماعة ، وتدار من قبل “محركين رئيسيين ” خارج البلاد ، حيث تلقى عدد منهم تدريبات في دول الجوار ، وقاموا بتصنيع صواريخ بهدف إثارة الفوضى والتخريب المادي ، وتم ضبط مواد متفجرة وأسلحة نارية وموقعا لتصنيع طائرات مسيرة .

-كان للخبر وقع الصاعقة على الأردنيين ، حيث تمتاز تصريحات قيادة جماعة الإخوان المسلمين وجبهة العمل الإسلامي بالاتزان ، وتؤكد على اهمية الوحدة الوطنية والتحذير دعاة الفرقة والفتنة على قاعدة ” فرِّق تسُدْ ” على المستويين المحلي والدولي ، كما تؤكد الجماعة في كل مناسبة على انها حركة دعوية تلتزم منذ نشأتها قبل ثمانية عقود بالخط الوطني ، وتتمسك بالنهج السلمي ، والانحياز التام لأمن الأردن واستقراره ، وأنها استخدمت السلاح تنظيميا لمواجهة الاحتلال في مناسبتين حصرا عامي ( ١٩٤٨ ، ١٩٦٨ ) ،فيما شكك بعض الكُتّاب المقربين من الجماعة بصحة العملية ، مؤكدين وقوف تيارات علمانية ، وأحزاب فاشلة وتيارات تأزيمية داخل اروقة الدولة وراءها بعد الفوز الكاسح للجماعة في الانتخابات النيابية .

-رايي المتواضع بأن الجماعة بالإطار العام تتبنى نهجا سلميا في التعاطي السياسي ، الا ان حالة الغليان التي سادت المنطقة في أعقاب اجتياح حماس لغلاف غزة في عملية ( ٧ اكتوبر ) ، والانتهاكات والعمليات الانتقامية وغير الحِرَفية التي يشنها الجيش الاسرائيلي منذ ذلك الوقت كشفت عن حقائق ميدانية ” خطيرة ” لا بد من التوقف عندها ، لعل من أبرزها :

. هيمنة الجناح العسكري على السياسي ، حيث اتخذ قرار تنفيذ عملية ( ٧ اكتوبر ) في انفاق غزة ، وكان أول من فوجئ بها هو المكتب السياسي لحركة حماس الذي سمع بالعملية كما سمعنا بها على الفضائيات ، حيث قادت العملية إلى ما قادت اليه .

. اختراق حزب الله للقوى والجماعات الإسلامية والافراد المتعاطفين مع خط الحزب السياسي ، ويتم توظيف هذه الحالات لغايات جمع المعلومات عن اهداف حيوية على الساحة الأردنية بما يخدم فتح جبهة عسكرية جديدة مع اسرائيل تخفف الضغط العسكري والسياسي الامريكي – الاسرائيلي على الحزب .

. اختراق الحزب والميليشيات لبعض القوى المحلية ، ودفعها باتجاه تهريب الأسلحة عبر الحدود الأردنية مع اسرائيل ومناطق السلطة الوطنية الفلسطينية من خلال شبكات وعصابات منظمة ، ما أعطى الفرصة لاسرائيل لشن عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية أدت إلى ” تطهير ” مخيمات بكاملها من السكان ، وبدات حكومة اليمين الاسرائيلي المتطرف بالحديث عن بناء جدار عازل على الحدود مع الأردن ، وتأسيس فرقة عسكرية جديدة لضبط الحدود .

-يعيش الاردن اليوم في إقليم ملتهب يغلي بالمؤامرات والفتن ، وتسعى العديد من الدول والتنظيمات – ولا اقصد هنا جماعة الإخوان المسلمين – إلى جر المملكة لمواجهة بالوكالة مع اسرائيل مستغلة العلاقة المتوترة بين الطرفين منذ سنوات بسبب المواقف الثابته للمملكة من القضية الفلسطينية ، لذا تستدعي الضرورة جردة حساب وطنية من كل الأطياف ، تعمل على سد الثغرات وبناء اللُّحمة الوطنية وضبط ايقاع الشارع ، وتفويت الفرصة على جر البلاد إلى خوض حرب بالوكالة خدمة لاجندات لا وطنية ولا عربية ولا إسلامية .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى