خط الممانعة وفتح الجبهة الأردنية مع اسرائيل

اسعد بني عطا

-في وقت تتصاعد فيه الضغوط الدولية على الحكومة اللبنانية، تترسخ القناعة الأمريكية في حال عدم امتثال حزب الله بأن يتم تجريده من سلاحه بالقوة من خلال الجيش الإسرائيلي ، وعبّرت ( الموفدة الأمريكية مورغان أورتاغوس ) خلال زيارتها الى بيروت ولقائها ( الرئيس اللبناني جوزاف عون ) عن قلق الإدارة الأميركية وعدم رضاها من بطء تنفيذ القرار ( ١٧٠١ ) الخاص بنزع سلاح الحزب كليا وحصر السلاح بيد الدولة ،ووضع حَدٍّ لنشاط حزب الله بإطار سياسة ” الضغط الأقصى ” التي تبناها الرئيس الأمريكي ضد إيران ، مؤكدة أن لصبر ( إدارة ترامب ) حدود ، خاصة وان الحكومة اللبنانية لم تتحمّل مسؤولياتها كما يجب ، لذا لا يمكنها أن تطلب من الإدارة الأمريكية لجم إسرائيل لجهة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار وتجنيب لبنان المزيد من الدمار ، وعبرت عن أملها بقيام الحكومة بالإصلاحات المطلوبة ، من جانبه اكد رئيس الجمهورية التزام بلاده بالقرار ، وعزا بطء التنفيذ إلى عدم انسحاب اسرائيل بشكل كامل من جنوب لبنان لافتاً إلى أنّ الجيش اللبناني يفكّك ويصادر الأسلحة في الأماكن التي تنسحب منها إسرائيل .

-بهذه الأثناء واصل الجيش الاسرائيلي تنفيذ هجمات على لبنان أدت لتصفية عدد من كوادر الحزب وحركة حماس ، من بينهم :
. حسن علي بدير  / عضو الوحدة ٣٩٠٠ التابعة للحزب الله في الضاحية الجنوبية لقيامه بتوجيه نشطاء من حماس ، ومساعدتهم بمحاولة تنفيذ عمليّة ضد إسرائيل .
. حسن فرحات / أبو ياسر ، قائد الجبهة الغربية لحماس في مدينة صيدا .
. محمد عدنان منصور / قائد مدفعية الحزب في الطيبة جنوب لبنان .

-في اعقاب الخسائر البشرية والمادية الفادحة التي منيّ بها الحزب ومحاصرة مصادره المالية ، والخلاف الداخلي حول تسليم السلاح ، فقد تراجع نفوذ الحزب السياسي والعسكري والأمني، واكتفت قيادة الحزب بإدانة الغارات الاسرائيلية ، ودعت الحكومة اللبنانية للتحرك ، وتحميل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء العدوان ، وابدى الحزب استعداده التام للحوار والاتفاق على إستراتيجية دفاع وطني تتضمن بحث مستقبل ” سلاح المقاومة ” مع ( الرئيس / جوزاف عون ) إذا انسحبت إسرائيل من جنوب لبنان واوقفت العدوان ، معتبرة تحرير الأرض وحماية السيادة أولوية الحكومة اللبنانية .

-بدوره اكد ( الرئيس اللبناني ) أن الحزب يبدي مرونة بالتعاطي مع ملف ” سحب السلاح ” وفق خطة زمنية ، مشددا على ضرورة مواكبة هذا التطور الإيجابي بالحوار بالتزامن مع إعلان الجيش اللبناني أن الحزب يقترب من إنهاء تفكيك بنيته العسكرية جنوب الليطاني ، حيث نقل ( ١٩٠ ) موقعا من بين ( ٢٦٥ ) لسيطرة الجيش الذي عزز انتشاره جنوبا ، جنبا إلى جنب مع قوات ( اليونيفيل ) منذ بدء الهدنة ( ٢٠٢٤/١١ ) ، وبدء الحزب بالتراجع إلى شمال الليطاني . واكدت الحكومة على سيطرة الأجهزة الأمنية بشكل محكم على مرفأ بيروت الحيوي الذي يمثل ( ٨٠٪ ) من الإيرادات الجمركية للدولة ، ما يحول دون تهريب الأسلحة .

-من جانبه أكد ( رئيس البرلمان اللبناني / نبيه بري ) الذي بات يملك منفردا الحديث باسم المكون الشيعي بعد توكيله من قبل ( أمين عام الحزب / نعيم قاسم ) بالتفاوض حول وقف إطلاق النار إثْرَ اغتيال ( أمين عام حزب الله السابق / حسن نصر الله ) – بأن الاعتداءات الاسرائيلية هي محاولة لنسف القرار ( ١٧٠١ ) وآليته التنفيذية .

-على الرغم من الضغوط الأمريكية والغربية على لبنان لتحجيم نفوذ حزب الله داخليا بتفكيك سلاحه والتحول إلى حزب سياسي ، وخارج لبنان بتجميد نشاطه الأمني والعسكري حيث يعتبر أحد أهم مشاريع تصدير الثورة الإيرانية للعالم العربي ، فإن مصير الحزب يبقى مرتبطا بشكل أو آخر بمفاوضات إيران والولايات المتحدة في مسقط ، وهو ما يثير التساؤل حول الهدف غير المعلن لخلايا الصواريخ والمتفجرات التي تم ضبطها مؤخرا من قبل دائرة المخابرات العامة على الساحة الأردنية بذريعة ” دعم المقاومة ” ، فإذا كانت إيران تتفاوض لوقف البرنامج النووي العسكري الخاص بها ، والحزب يتفاوض لتسليم “سلاح المقاومة ” ، فهل كان الهدف غير المعلن من الخلايا المغرر بها والتي تم ضبطها فتح جبهة جديدة مع اسرائيل من خلال الاردن لتخفيف الضغط على ” خط الممانعة ” للحفاظ على وجوده وتحقيق مصالحه الخاصة بالمفاوضات على حساب الأردن ، وإيجاد المبرر لليمين الاسرائيلي لتنفيذ مشاريع مدعومة من بعض الدول الكبرى ومنها ” الوطن البديل ” في إطار مشروع ” اسرائيل الكبرى ” .

 

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى