طهران تحدد شروطها للتواصل مع دمشق

أكد وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، أن طهران لا تنوي إقامة أي اتصال مع الحكومة السورية الجديدة في الوقت الراهن، مشدداً على أن أي انخراط سياسي إيراني مستقبلي مرهون بتحقيق الأمن وتشكيل حكومة شاملة تمثل كافة المكونات العرقية في البلاد. وجاءت تصريحات عراقجي خلال مقابلة مع قناة روسية، أوضح فيها أن بلاده لا تتعامل حالياً مع السلطات السورية، ولا توجد أي قنوات اتصال مفتوحة بين الطرفين.
وأشار عراقجي إلى أن إيران ليست في عجلة من أمرها لبدء حوار مع الإدارة السورية الجديدة، لكنها تتابع تطورات الوضع عن كثب. وأوضح أن طهران لا تتخذ أي موقف عدائي تجاه الحكومة الحالية، إلا أنها تنتظر خطوات جدية من قبل دمشق لتحقيق الاستقرار السياسي والأمني، وتشكيل حكومة شرعية شاملة. وأضاف أن هذه الشروط ضرورية لأي انخراط سياسي مستقبلي.
وفي سياق متصل، قال الوزير الإيراني إن الملف السوري كان حاضراً بقوة في محادثاته مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مشيراً إلى وجود قلق مشترك بين طهران وموسكو بشأن الأوضاع المتدهورة في سوريا. وشدد على أن الجانبين يتشاركان هدف تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، ويريان أن استقرار سوريا عنصر أساسي في أمن الإقليم.
وتأتي هذه التصريحات وسط تباين واضح في الموقف الإيراني من الأزمة السورية، لا سيما بعد سقوط النظام الحليف لطهران. ففي حين تؤكد طهران مراراً على عدم تدخلها في الشأن السوري، صدرت عنها تصريحات متناقضة. كما أثارت تصريحات عراقجي الأخيرة توتراً مع الحكومة السورية، حيث حذّر وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، من محاولات إيرانية لزعزعة الاستقرار، مؤكداً أن بلاده لن تسمح بأي تدخل خارجي يعرقل جهودها لإعادة بناء الدولة.