مبادرة عمدة المناخ للمدن الأردنية: فرصة للتحول البيئي المستدام

كتب أ.د. محمد الفرجات

مؤخراً، تواصل معي من هولندا البروفيسور تون جانسين وزوجته المهتمة بالشأن البيئي السيدة جمانة حسان. البروفيسور جانسين هو عمدة المناخ في مدينته التي يسكنها بهولندا، وقد تم منحه لقب “فارس” من قبل الوزارة تقديراً لجهوده، وهو يشارك في لجنة توجيهية تعمل على تطوير مبادرة عمداء المناخ بهدف تحقيق أثر أكبر. خلال اجتماع تم عبر الزوم، أعرب عن اهتمامه الكبير بالتعاون مع الأردن في مجالات البيئة والمناخ. وهو معروف بإسهاماته البيئية الفاعلة، حيث كان متحدثًا رئيسيًا في مؤتمر EPPC العام الماضي، وتناول خلاله موضوعات بيئية متعددة من ضمنها مشكلة “مخلفات التحلية من البرين” (الماء شديد الملوحة) الناتج عن محطات تحلية المياه.

البروفيسور جانسين يعمل حاليًا على مشروع مبتكر بالتعاون مع مراكز المعرفة الهولندية والسفارة الهولندية في الأردن، يهدف إلى إيجاد حلول بيئية لمعالجة البرين كمنتج ثانوي بدلاً من تصريفه في البحر، مما يشكل تهديدًا للنظم البيئية. ويعمل أيضًا على إطلاق “تحدي مياه البراين” في الجامعات الأردنية بهدف إيجاد حلول بيئية عملية ومستدامة لهذا التحدي. وتعد هذه المبادرة فرصة لتعزيز التعاون بين الأردن وهولندا في مواجهة القضايا البيئية المحلية والعالمية.

مبادرة عمدة المناخ للمدن الأردنية: فرصة نوعية للتحول البيئي

في ظل التحديات البيئية والتغيرات المناخية التي يواجهها العالم، تظهر مبادرة عمدة المناخ كفرصة هامة للمدن الأردنية للتفاعل مع هذه القضايا وتبني حلول مبتكرة تسهم في تحقيق التنمية المستدامة. تهدف المبادرة إلى تمكين القيادات المحلية في العمل المناخي ودعم البلديات في تحسين نوعية البيئة وحماية الموارد الطبيعية للأجيال القادمة، من خلال تمكين المبادرات المحلية وتعزيز الوعي المجتمعي.

مبادرة مرنة تشجع على المشاركة الواسعة:

تسعى المبادرة لتوسيع قاعدة المشاركة من خلال معايير مرنة تشجع جميع البلديات الأردنية، كبيرة كانت أم صغيرة، على الانضمام. فهي لا تقتصر على البلديات ذات السجل البيئي المتقدم، بل ترحب أيضاً بتلك التي تبدأ مسيرتها البيئية.

يمكن ترشيح “عمدة مناخ” من قبل البلدية أو المجتمع الأكاديمي أو بدعم من المجتمع المحلي، لضمان الأثر المجتمعي المحلي. كما يمكن ترشيح أكثر من عمدة مناخ في المناطق الفرعية (الأحياء) لتعزيز التفاعل المجتمعي. وبالإضافة إلى ذلك، يمكن ترشيح أفراد آخرين كـ “سفراء مناخ” أو “مفوضين مناخيين” لزيادة الأثر التوعوي والميداني للمبادرة. وتُمنح هذه الألقاب كجوائز للأشخاص الذين لديهم سجل مثبت في خدمة قضايا المناخ، ويؤدون دوراً رمزياً ملهماً لمجتمعاتهم.

كما أن تبادل الخبرات على مستوى المملكة بين البلديات سيسهم في تحسين الخطط البيئية لكل منها.

المعايير المقترحة للمشاركة:

1. إعلان الالتزام:
يجب أن تُظهر البلدية نية صادقة للانضمام، مع التزام بوضع أهداف بيئية مستقبلية ودمج الاعتبارات المناخية في استراتيجياتها المحلية.

2. تنفيذ مشروع بيئي بسيط:
البدء بمبادرات بسيطة مثل حملات توعية، التشجير، أو خفض استهلاك المياه والطاقة، يمثل خطوة أساسية نحو سياسات بيئية طويلة الأمد.

3. التفاعل مع المجتمع المحلي:
تشجيع مشاركة المجتمع من خلال ورش عمل وفعاليات وحملات توعوية تُحفز المواطنين على المشاركة في الجهود البيئية.

4. جمع البيانات البيئية:
البدء بجمع بيانات استهلاك الطاقة والمياه لتحسين إدارة الموارد في المستقبل.

5. إعداد رؤية خضراء:
إعداد وثيقة بسيطة توضّح رؤية البلدية البيئية وأهدافها القريبة لتوجيه الجهود نحو حلول مستدامة.

6. بناء شراكات مناخية:
تشجيع التعاون مع مؤسسات محلية ودولية مثل الجامعات والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص لدعم المشاريع البيئية.

7. التحسين التدريجي:
تقديم تقارير سنوية عن التقدم المحرز، واستكشاف فرص التحسين المستقبلية.

التقدير والتشجيع

توفر المبادرة منصة للبلديات لعرض جهودها وتبني حلول مناخية فعالة، حيث يتم تكريم البلديات على الإنجازات المهمة وكذلك على الجهود الصادقة والتحسن المرحلي في طريقها نحو التحول البيئي.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى