الجامعة الهاشمية تنظّم “اليوم البيئي المفتوح” في كلية الأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية والبيئة
نظّمت الجامعة الهاشمية ممثلة بكلية الأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية والبيئة فعاليات “اليوم البيئي المفتوح” الثاني تحت شعار “بَيْتُنَا.. مسؤوليتنا جميعاً” برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور خالد الحياري، وبحضور نواب رئيس الجامعة وعمداء الكليات وأعضاء الهيئتين التدريسية والإدارية وبمشاركة واسعة من المؤسسات البيئية والوطنية، وطلبة الجامعة وممثلين عن المجتمع المحلي.
وقال الدكتور الحياري في كلمته خلال افتتاح اليوم العلمي: نلتقي اليوم لنستحضر مسؤوليتنا تجاه البيئة التي وهبنا الله إيّاها سكنًا ومعاشًا، ويجدر بنا أن نصونها ونرعاها، ولنؤكّد واجبنا في الحفاظ عليها نظيفة وآمنة، وهو ما يحمله شعار هذا اليوم العلمي من معانٍ سامية: “بيتنا.. مسؤوليتنا جميعًا”، وأضاف: لقد أصبحت التحديات البيئية من أهم القضايا المصيرية التي تواجه البشرية، من تغيّرٍ مناخيٍّ وتلوّثٍ، وأنماط استهلاكٍ غير مسؤولة، ما يحتم علينا ضرورة تضافر الجهود لصون البيئة والوفاء بأمانتها، ووضع حلولٍ مستدامة تضمن لنا ولأجيالنا القادمة حياةً كريمة، تراعي حقّ الإنسان في الحياة، وحقّ الطبيعة في البقاء.
وأشار الدكتور الحياري إلى أن الجامعة الهاشمية تولي التوعية البيئية أهمية كبرى من خلال إدراج قضايا البيئة ضمن الخطط الدراسية وطرح مساقات تُعنى بالحفاظ على البيئة، إلى جانب إشراك الطلبة في نشاطات تُسهم في مواجهة التحديات البيئية، وإطلاق مبادرات لأبناء المجتمع المحلي، لحثّهم على المشاركة في نشر الوعي البيئي، وتغيير السلوكات؛ فسلوكيات إيجابية بسيطة في حياتنا اليومية يمكن أن تُحدث فرقًا هائلًا في وطننا وبيئتنا.
ودعا الطلبة إلى المبادرة بطرح الأفكار والمشاريع الريادية الخضراء، مشيرًا إلى أن كل فكرة صغيرة قد تتحول إلى مشروع كبير يخدم الوطن والمجتمع والأمة، مؤكدا أن الجامعة، إلى جانب دورها العلمي، تُعدّ حاضنة للوعي، ومركزًا حضاريًا لإحداث التغيير، ومساهمًا فاعلًا في حماية البيئة، وغرس الوعي في نفوس الطلبة، وتمكينهم من أدوات التغيير الإيجابي.
وأشاد الدكتور الحياري بالدور المحوري الذي تقوم به كلية الأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية التي قدمت نماذج علمية وأبحاثًا تطبيقية تهدف إلى إيجاد حلول بيئية مستدامة، مؤكدًا أن هذه الجهود تعزز من مكانة الجامعة كمؤسسة رائدة في دعم التنمية المستدامة وحماية الموارد الطبيعية.
وختم الدكتور الحياري كلمته بالقول: فلنكن معًا على قدر المسؤولية، شركاء في بناء مستقبل أكثر إشراقًا؛ نغرس اليوم بذور الوعي، ونحصد غدًا بيئةً أنقى، ووطنًا أبهى، فالبيت بيتُنا… وبيتنا مسؤوليتنا جميعًا.
بدوره، أكد عميد كلية الأمير الحسن بن طلال للموارد الطبيعية الدكتور سلمان الكوفحي، أن الكلية تسعى لتقديم تعليم بيئي نوعي من خلال برامج أكاديمية متميزة تشمل تخصصات نوعية في مرحلتي البكالوريوس والماجستير تركز على إدارة الموارد الطبيعية والبيئة والمياه والأراضي والتغيرات المناخية، مشيرا إلى أن الكلية تعزز الجانب التطبيقي من خلال مختبرات متقدمة، ورحلات ميدانية، ومشاريع بيئية تطوعية، تهدف إلى إعداد طلبة لمواجهة التحديات البيئية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جهتها، أوضحت الدكتورة جوان عبيني منسقة الفعالية، أن اليوم البيئي المفتوح يجسّد توجه الكلية في الربط بين النظرية والتطبيق، مشيرة إلى أن مساق التطوع البيئي يتيح للطلبة الانخراط في مبادرات حقيقية على أرض الواقع، مشيدة بروح المبادرة لدى الطلبة وشغفهم بخدمة البيئة.
وتضمن اليوم البيئي عدداً من المحاضرات العلمية المتخصصة، حيث قدمت الدكتورة نسرين الحمود مديرة مركز السلامة والأمن الحيوي في الجمعية العلمية الملكية، محاضرة بعنوان “رصد الصحة المجتمعية من خلال تحليل عينات المياه العادمة”، واستعرضت تقنيات متطورة لتحليل مؤشرات الصحة العامة عبر المياه العادمة، ودورها في دعم السياسات البيئية والوقائية، كما قدم الباحث الأمريكي روبرت سميث من برنامج فولبرايت محاضرة بعنوان “دور الحديقة النباتية الملكية في حفظ الطبيعة وتطوير البحث العلمي”، تحدث فيها عن أهمية حفظ الأنواع النباتية ودورها المحوري في استقرار النظم البيئية.
وضمن فعاليات اليوم البيئي، افتتح الأستاذ الدكتور خالد أبوالتين نائب رئيس الجامعة المعرض البيئي العلمي، وبازار التطوع البيئي بمشاركة طلبة الكلية والمؤسسات والشركات الرائدة التي عرضت تجاربها ومبادراتها في دعم الاستدامة، كما تضمن المعرض نماذج تطبيقية في مجالات الزراعة المائية، والدراسات الجيولوجية والبيئية والمائية، إدارة المشاريع البيئية الناشئة التي اطلقها طلبة الكلية، وضم بازار التطوع البيئي منتجات صديقة للبيئة من صنع الطلبة، وخُصص ريعه لدعم الأنشطة الطلابية البيئية.
وشهدت الفعالية تقديم مجموعة من المشاريع والمبادرات الطلابية المبتكرة ضمن مساق “التطوع البيئي”، والتي تضمنت حملات توعية بيئية، ومشاريع إعادة التدوير، وإنتاج المواد الصديقة للبيئة، والزراعة المائية وأنظمة الزراعة السمكية، إلى جانب العروض الفنية البيئية، كما كرّمت الجامعة المشاركين والداعمين، كما مُنحت جائزة “صانع الفرق” للسيد أحمد قاموق من دائرة المشاغل الهندسية، تقديرًا لجهوده في دعم أنشطة الطلبة البيئية.