فيروس كورونا: مشاهير فارقوا الحياة جراء إصابتهم بوباء كوفيد 19
شارف عام 2020، العام الذي تفشى فيه فيروس كورونا على النهاية، مخلفاً وراءه ذكريات أليمة بالنسبة لأولئك الذين فقدوا أحد أفراد أسرهم أو قدوتهم في الحياة أو أشخاصاً كانوا يحظون بمحبة مئات الآلاف من الناس.
نحاول هنا أن نذكّر ببعض من أهم أبرز الشخصيات العامة التي غادرتنا هذا العام جراء إصابتها بوباء كوفيد 19.
الموسيقار اللبناني بسام سابا
توفي بسام سابا، الموسيقار ورئيس المعهد الوطني العالي للموسيقى في لبنان، في 2 ديسمبر/كانون الأول عن عمر ناهز 61 عاماً، في مستشفى الجامعة الأمريكية ببيروت جراء إصابته بفيروس كورونا.
وقال وزير الثقافة عباس مرتضى إن سابا توفي “بعد صراع مرير مع مرض كوفيد 19”.
ونعاه المعهد الموسيقي على صفحته في فيسبوك قائلاً: “إن مهاراته التعليمية الموسيقية وحساسيته وكفاءته وتواضعه ونزاهته ستعيش إلى الأبد من خلال موسيقاه وشخصيته القريبة من القلب”.
ووصفه رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري في تغريدة عبر حسابه على “تويتر”، بأنه “عبقري، نشر إبداعه في القارات الخمس، وتولى إدارة أوركسترا في نيويورك قبل العودة إلى وطنه ويغذيه بحبه وفنه وعلمه”.
قبل عودته إلى الوطن، أسس فرقة عربية في نيويورك مؤلفة من أعضاء أمريكيين. كان مبدعاً في ربط الشرق بالغرب عن طريق موسيقاه وأعماله الفنية. وعمل سابا مع عدد من نجوم الموسيقى في لبنان أمثال زياد الرحياني والسيدة فيروز ومارسيل خليفة.
الصادق المهدي (السودان)
توفي السياسي السوداني المخضرم، الصادق المهدي، في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، إثر إصابته بمرض كوفيد 19، عن عمر ناهز 84 عاماً.
كان المهدي رئيسا للوزراء في السودان حتى أطيح به عام 1989 في الانقلاب العسكري الذي أوصل الرئيس السابق عمر البشير إلى السلطة. وترأس المهدي حزب الأمة وظلّ شخصية مؤثرة في السودان حتى بعد الإطاحة بالبشير في أبريل/نيسان 2019.
ونُقل المهدي إلى الإمارات في الثالث من نوفمبر/تشرين الثاني من أجل تلقي العلاج بعد إصابته بالوباء، لكنه لم يصمد إلا ثلاثة أسابيع ثم فارق الحياة.
ترك الصادق المهدي بصمته على الحياة السياسية في السودان، وله مؤلفات عديدة كتب بعضها من السجن أثناء اعتقاله في فترة حكم البشير.
وكان معروفاً بمواقفه الواضحة والصريحة تجاه قضايا الشرق الأوسط ويوجه انتقادات حادة لنظام البشير السابق. ودعا الحكومة السودانية إلى سحب قواتها المشاركة في الحرب الدائرة في اليمن، واصفا مشاركة بلاده في تلك الحرب بالخطأ الكبير.
وكان يرى أن “السودان وبحكم علاقاته المتينة مع طرفي النزاع في اليمن يمكنه التوسط من أجل ايقاف الحرب التي كان يصفها بالطائفية والتي لن تؤدي الى شيء غير تدمير اليمن وشعبه”.
عارض المهدي بشدة اتفاقاً بين حكومة البشير والرئيس التركي رجب طيب أردوغان بخصوص استثمار تركيا في جزيرة “سواكن” الواقعة في البحر الأحمر، متهماً حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا بـ”دعم جماعة الإخوان العابرة للحدود” بحسب وصفه، وأنه يتم التعامل مع هذا الموضوع وكأنه اتفاق شخصي بين أردوغان والبشير.
محمود الإدريسي (المغرب)
بعث محمد السادس، ملك المغرب، برقية تعزية ومواساة إلى أفراد أسرة المرحوم الفنان محمود الإدريسي الذي فارق الحياة في 26 نوفمبر/تشرين الثاني، عن عمر ناهز 72 عاماً متأثراً بإصابته بفيروس كورونا.
وجاء في برقية الملك: “تلقينا ببالغ التأثر والأسى نعي الفنان المقتدر المرحوم محمود الإدريسي، تغمده الله بواسع مغفرته ورضوانه، وأسكنه فسيح جنانه”.
وقال الملك في هذه البرقية، “ساهم محمود الإدريسي على مدى عقود في إثراء سجل البلاد الغنائي المتنوع بما خلفه من رصيد فني أصيل مفعم بأريج حبه الصادق لبلده ولتراثه الجميل، وبروح غيرته على ثوابت الأمة ومقدساتها”.
ساهم في العديد من الأغنيات الوطنية التي أزكت الشعور بالوطنية والتلاحم بين أبناء الشعب المغربي،
كان الإدريسي قد بدأ مشواره الفني في منتصف الستينيات من القرن الماضي قبل أن يشتهر في السبعينيات والثمانينيات. وتعامل مع كبار الموسيقيين العرب أمثال الموسيقار المصري محمد الموجي.
من أشهر ما غنى (ساعة سعيدة) و(اصبر يا قلبي) و(محال ينساك البال)، ولحّن أغانٍ لمطربين مغاربة أمثال لطيفة التونسية ورأفت ونعيمة سميح والبشير عبدو ومحمد الغاوي.
وكان الفنان قبل وفاته، نُقل إلى المستشفى بالدار البيضاء لتلقي العلاج من فيروس كورونا، إلا أنه لم يصمد أكثر من أسبوع ليودع العالم تاركاً بصمة في عالم الغناء المغاربي الأصيل.
صائب عريقات (الأراضي الفلسطينية)
توفي أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وكبير المفاوضين الفلسطينيين السابق صائب عريقات في 10 نوفمبر/تشرين الثاني، عن عمر ناهز 65 عاماً، بعد إصابته بفيروس كورونا في أوائل شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وكانت حالة عريقات قد تدهورت ونقل على إثرها إلى أحد المستشفيات الإسرائيلية في 18 أكتوبر/تشرين الأول. وكان عريقات أحد أبرز المتحدثين الفلسطينيين في الإعلام الغربي خلال الانتفاضة الثانية، ولعب دورا بارزاً في المفاوضات التي تمخضت عنها اتفاقية أوسلو بين منظمة التحرير وإسرائيل، وظل كبير المفاوضين للفترة من عام 1995 إلى عام 2004.
كان عريقات يعد من المقربين من رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الراحل ياسر عرفات. وأصيب بنوبة قلبية عام 2012 وفي عام 2017 خضغ لعملية زراعة رئة في الولايات المتحدة.
كان عرفات يطلق على عريقات لقب”شيطان أريحا” من باب الدعابة في إشارة منه إلى قدرات عريقات الكبيرة على المناورة وإتقان “اللعبة السياسية” نظراً لقدرته على الخروج بحلول ومواقف من أجل المسألة الفلسطينية.
وكان عريقات يحظى باحترام وإعجاب الكثيرين من الفلسطينيين وخاصة الرئيس محمود عباس وحركة فتح.
الممثلة رجاء الجداوي (مصر)
رحلت الفنانة القديرة المصرية رجاء الجداوي في 6 يوليو/تموز عن عمر ناهز 82 عاماً بعد معاناة مع المرض جراء إصابتها بوباء كوفيد 19 في مايو/أيار، ونقلت إلى المستشفى لتلقي العلاج.
تركت الجداوي بصمتها في السينما والمسرح والدراما المصرية، وكانت أولى مشاركاتها الفنية في فيلم “غريبة” مع المطربة نجاة عام 1958، لتتوالى بعد ذلك مشاركات لم تنقطع سواء في السينما أو الدراما أو المسرح على مدى أكثر من 60 عاماً.
وتزوجت الجداوي من لاعب كرة القدم، حسن مختار وأنجبت ابنتها أميرة.
ومن أشهر الأعمال التي شاركت فيها الجداوي، فيلم “إشاعة حب” مع عمر الشريف، وسعاد حسني، ويوسف وهبي؛ وفيلم “البيه البواب” مع أحمد زكي؛ ومسرحيتَي “الواد سيد الشغال” و”الزعيم” مع عادل إمام.
وكانت آخر مشاركات الجداوي الفنية في مسلسل “لعبة النسيان” والذي بث في شهر رمضان 2020، وبعد الانتهاء منه أعلنت إصابتها بفيروس كورونا، وأودعت إثر ذلك في مستشفى للحجر الصحي بمدينة الإسماعيلية لتفارق بعدها الحياة تاركة جماهيرها ومحبيها في حالة حزن عليها.
المطرب والممثل المسرحي مروان محفوظ (لبنان)
توفي مروان محفوظ، الفنان اللبناني المولود في المريجات، البقاع، في 25 يوليو/تموز ، في مستشفى الأسد الجامعي في العاصمة السورية دمشق، إثر إصابته بضيق تنفس حاد جراء الإصابة بكوفيد 19 عن عمر ناهز 78 عاماً.
واسمه الحقيقي انطوان، وقد أطلق عليه اسم مروان، الفنان الراحل وديع الصافي.
شارك محفوظ وعمل مع عدد كبير من نجوم الغناء والمسرح أمثال الشحرورة صباح، والفنان نصري شمس الدين والأخوين الرحباني وغيرهم من النجوم منذ ستينيات القرن الماضي.
وحظيت أغنية “خايف كون عشقتك وحبيتك”، التي أداها في مسرحية “سهرية” مع الفنانة جورجيت صايغ، شهرة واسعة في جميع البلدان العربية، عدا عن ألبوماته الأخرى ومسرحياته التي حظيت بإعجاب الجماهير العربية.
غنى محفوظ للعديد من كبار الشعراء والمؤلفين والملحنين، أبرزهم: الأخوان رحباني، زياد الرحباني، وديع الصافي، فيلمون وهبي، إلياس رحباني، سهيل عرفة، جوزيف أيوب، عبد الفتاح سكر، وغيرهم .
أسطورة كرة القدم أحمد راضي (العراق)
وأرسل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) برقية نعي بمناسبة رحيل أحمد راضي قال فيها: “خالص تعازي الاتحاد الدولي لكرة القدم لأسرة وأصدقاء أسطورة منتخب العراق أحمد راضي الذي توفي عن 56 عاماً. سنتذكره دائما كواحد من أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم”.
وبدأ راضي اللعب في صفوف فرق متعددة، منذ عام 1982، واعتزل اللعب في عام 1999، ليصبح مدرباً. وقاد راضي منتخب بلاده إلى الفوز بكأس الخليج عام 1984 واختير في عام 1988 كأحسن لاعب في آسيا.
وفي عام 1986، لعب نهائيات كأس العالم في المكسيك وسجل هدف العراق الوحيد في النهائيات أمام بلجيكا على الرغم من الخسارة بهدفين لهدف واحد.
في عام 2007، دخل عالم السياسة، وأصبح نائبا في البرلمان واختير عضوا في لجنة الرياضة والشباب في مجلس النواب.