بعد إعلانه “طرد” غير المُحترِمين .. بايدن يدفع رجل ترامب و أداته الإعلامية للإستقالة
كشفت مصادر عدة أن إدارة جو بايدن الرئيس الأمريكي السادس والأربعين، دفعت مايكل باك، الرئيس التنفيذي للوكالة الأمريكية لوسائل الإعلام العالمية، المعيّن قبل فترة قصيرة من قبل دونالد ترامب، لتقديم استقالته، في خطوة تؤكد عزم البيت الأبيض على التراجع عن قرارات مثيرة اتُخذت في السنوات الأربع الماضية.
وتنفّس عاملون في مؤسسات إعلامية أمريكية على غرار قناة “الحرة”، و”راديو سوا”، وباقي المنصات التي تندرج ضمن مؤسسة الشرق الأوسط للبث، وقنوات وإذاعية أخرى، الصعداء، بعدما تأكد نبأ تقديم رجل ترامب استقالته مضطراً، لما سببه من اختلالات في عملها ونشاطها، وتجاوز حيادها، واتهامه بتحويلها لبوق إعلامي لصالح الرئيس السابق.
وحاول مايكل باك في رسالة الاستقالة الدفاع عن نفسه، وكشف أنه دُفع لتقديم استقالته من الهيئة.
لكن بحسب مصادر قضائية، فإن باك المعين قبل أقل من سنة من قبل دونالد ترامب، هو بطل فضيحة مالية، محل رصد ومتابعة إدارة البيت الأبيض الجديدة.
واتهم المدعي العام للعاصمة واشنطن رجل ترامب السابق في المؤسسات الإعلامية الأمريكية الموجهة للخارج، والممولة من الكونغرس ومن دافعي الضرائب، بتحويل أكثر من 4 ملايين دولار بشكل غير قانوني، إلى شركته الوثائقية الخاصة من خلال مؤسسة غير ربحية يسيطر عليها أيضا.
واطلعت صحيفة “القدس العربي” اللندنية على تقرير خاص أعدته مؤسسة إعلامية خاصة، تضمّن معلومات وتفاصيل عن الفضيحة التي هزت “قناة الحرة” و”راديو سوا” و”ارفع صوتك” و”أصوات مغاربية” وباقي المؤسسات.
وحذر خمسة رؤساء حديثين لإذاعة أوروبا الحرة / راديو ليبرتي- المعينين في ظل الإدارات الديمقراطية، والجمهورية- الرئيس المنتخب جو بايدن من أن رجل ترامب باك يشكل “تهديدا طويل الأمد لمصداقية ومهنية الشبكات الخمس” التي يشرف عليها.
وكانت صحيفة “واشنطن بوست” اتهمت دونالد ترامب أنه يحاول تحريف عمل “صوت أمريكا” وتحويله إلى بوق دعائي له. وأشارت في افتتاحية لها إلى أن هيئة الإذاعة الدولية للحكومة الأمريكية كانت دائما لها ميزة في التنافس مع كل من الصين وروسيا، نظرا لالتزامها بالصحافة المستقلة بدلا من الدعاية.
وكشفت في تقرير نشرته سابقاً أن إذاعة صوت أمريكا وراديو أوروبا الحرة وراديو ليبرتي، وغيرها من المؤسسات الإعلامية، يعمل فيها فريق من المهنيين الذين يقدمون تقارير إخبارية غير متحيزة، بما في ذلك عن الحكومة الأمريكية، مما منحها مصداقية وتأثيراً على المتابعين لها حول العالم، خاصة في الدول التي تفتقد حرية الإعلام.
ولكن الرئيس ترامب مصمم على تدمير هذا الإرث، وفق تحقيق الصحيفة. وأضافت أنه في الربيع أعرب عن غضبه عن عدم ترديد “صوت أمريكا” خطابه المبالغ فيه حول “الفيروس الصيني” ولهذا قام بالتنمر على الجمهوريين في الكونغرس، لتعيين مرشحه المفضل مديراً لـ “وكالة الإعلام الدولية” والتي تشرف على الإذاعات التابعة للولايات المتحدة.
وبدأ مايكل باك ومنذ تعيينه حتى استقالته يوم تنصيب بايدن، حملة تطهير مباشرة للقيادة الإعلامية في هذه المنظمة. ورفض تجديد تأشيرات عمل عدد من الإعلاميين الأجانب الذين يعملون معها. وآخر ما قام به هو الهجوم على القانون الصحافي الذي كان ورقة أمريكا الرابحة.
واستهل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، عمله في البيت الأبيض، بعد انتهاء مراسم تنصيبه، الأربعاء، بتوقيع عدة مراسيم رئاسية ألغت قرارات سبق وأن اتخذها سلفه دونالد ترامب.
وبحسب ما ذكرته وسائل إعلام أمريكية، فقد وقّع بايدن مرسومين رئاسيين بخصوص انضمام بلاده من جديد لاتفاقية باريس للمناخ، ومنظمة الصحة العالمية التي انسحبت منهما إدارة ترامب، كما وقع مرسوماً ينص على رفع قيود السفر التي فرضتها إدارة ترامب على بعض الدول الإسلامية.
الرئيس الأمريكي وقّع كذلك مرسوماً يفرض ارتداء الأقنعة “الكمامات” في المباني الفيدرالية بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19).
جاء ذلك إثر وصول الرئيس وزوجته جيل بايدن، إلى البيت الأبيض، ليدخله لأول مرة رئيسا للولايات المتحدة عقب مراسم تنصيبه في الكونغرس.