رفاق السلاح أمتداد وتكامل واستمرارية
بلال حسن التل –
يجسد برنامج “رفاق السلاح” الذي باركه جلالة القائد الأعلى، نموذجاً حيً من نماذج الاستمرارية والتكامل اللذان يحتاجهما وطننا، لمواصلة نهوضه وتطوره، أما الاستمرارية فتتمثل في امتداد الملك فينا، وهو الامتداد الذي يشكل القاعدة الصلبة لاستقرار الأردن وتطوره، واستمرار مسيرته، فإن يعهد جلالة الملك لولي عهده بالإشراف على إعداد برنامج رفاق السلاح، فإن ذلك يعني حرص جلالته على استمرار رسالة الهاشميين، ودورهم في خدمة وطنهم ومواطنيهم الحريصين بدورهم على امتداد ملك الهاشميين فيهم جيلاً بعد جيل.
وجه آخر من وجوه الاستمرارية التي يعكسها برنامج رفاق السلاح، هي استمرارية العلاقة المتينة والمقدسة بين رفاق السلاح وقائدهم الأعلى، واستمرار رعاية جلالته لهم، تجسيداً لمعنى متميز من معاني الوفاء، الذي تزرعه رفقة السلاح في نفوس أهلها، بالإضافة إلى استمرارية ثالثة يحتاجها وطننا، وهي استمرار الاستفادة من الخبرات والمهارات التي يتمتع بها أبناء القوات المسلحة، المعروف عنها أنها مدرسة متميزة في إعداد القوى البشرية وتدريبها وتأهيلها في مختلف المجالات، مما لا يجوز معه أن تتوقف استفادة وطننا من هذه القوى، بعد مغادرتها للحياة العسكرية، وهاهو برنامج رفاق السلاح يفتح آفاقاً جديدة للوطن كي يواصل استفادته من هذه القوى المدربة والمؤهلة خريجة قواتنا المسلحة بما عرف عنها من انضباطية وحرفية وإنتاجية.
غير الاستمرارية وامتداد الملك فينا، فإن برنامج رفاق السلاح يقدم لنا أيضاً نموذجاً من نماذج التكامل في العمل، وأول ذلك أن الاحتفال بأيامنا ومناسباتنا الوطنية يجب أن يجمع بين البعدين المعنوي والمادي، فبالإضافة إلى الاعتراف بفضل من خدم وأعطى، لابد من أن يقدم له ويُعطى، ولو جزءاً يسير مما يستحق، ليكون لاحتفالنا معنى وقيمة.
وجه آخر من وجوه التكامل التي يحققها برنامج رفاق السلاح، هو أنه بالإضافة إلى ما يقدمه لشريحة المتقاعدين العسكريين من حوافز مادية، أولها تأمين السكن الكريم، فإنه يقدم لها الدعم المعنوي متمثلاً بقيمة الاحترام والتقدير، عبر المسارات الخاصة التي تأمل أن يساهم بها القطاع الخاص أيضاً.
خلاصة القول في هذه القضية: أن برنامج رفاق السلاح هو نموذج للتكامل المادي والمعنوي والاقتصادي والاجتماعي، ذلك ان البرنامج يصب بالنهاية في حماية الطبقة الوسطى، التي هي عماد النسيج الاجتماعي في بلدنا، وهي الطبقة التي رفدت الدولة بالكفاءات والقيادات في مختلف المجالات والاختصاصات، ولم يعد خافياً أن هذه الطبقة صارت تعاني من ضمور خلال السنوات الماضية، نتيجة للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها بلدنا، ليأتي برنامج رفاق السلاح ليشكل رافداً مهماً من روافد إنعاش هذه الطبقة، واستعادتها لدورها في بنائنا الاجتماعي والاقتصادي، كما أن البرنامج يحافظ على واحدة من ركائز الدولة الأردنية ونظامها السياسي، ممثلاً بالقوات المسلحة، التي ينتسب جل أبنائها لشريحة الركيزة الثانية من ركائز الدولة ونظامها السياسي أعني بها العشائر الأردنية، التي طالما شكلت حاضنة لكل القيم الني نفاخر بها، والتي سيسهم برنامج رفاق السلاح باستعادتها لتلعب دورها في وقاية مجتمعنا من بعض ما علق به من شوائب.