شرعيون واجتماعيون: مجموعات التطبيقات الذكية محكومة بأخلاقيات التواصل وليس بالتناحر
ايمان المومني – من المفترض ان تحكم المجموعات “الجروبات” عبر التطبيقات الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، اخلاقيات، مبنية على التعاقد السلوكي الاجتماعي بين أفرادها، مهما تعددت أغراضها، رسمية كانت، أو مهنية، أو حتى عائلية، أو بين الاصدقاء.
فالقاسم المشترك بين المنتمين لها، وفقا لخبراء شرعيين واجتماعيين يجب ان تتصدر اخلاقيات التواصل الايجابي بعيدا عن اي ابتزاز، او استفزاز، او استخدام سلبي، للمحتوى الذي يتناقله الناس عبر تلك “الجروبات”، التي ينبغي لها ان تستخدم لتسهيل حياة الناس، والمحافظة على خصوصياتهم، واثراء معارفهم وتعزيز الصلات بينهم، وليس إثارة البغضاء او الفرقة او الفتن، او التناحر والتخاصم.
ويقول خبراء شرعيون واجتماعيون الذين تحدثوا لوكالة الانباء الاردنية (بترا ): فان اهم هذه الأخلاقيات هو عدم مشاركة المحتوى مع أشخاص من خارج المجموعات وعدم التقاط صور “سكرين شوت”، للمعلومات، “بهدف التخريب او الفتنة”، والمحافظة على خصوصية المضمون وعدم مشاركة أي محتوى لا ينسجم مع أهداف المجموعة.
ويقول المفتي في دائرة الافتاء العام الدكتور حسان ابو عرقوب: إن آداب استعمال وسائل التواصل الاجتماعي لا تختلف عن آداب الإسلام العامة، وعلى من يستعمل هذه الوسائل أن يتحلى بتلك الاخلاق.
ويدعو الى عدم إرسال الصور و”الفيديوهات” التي تشتمل على مخالفات شرعية، مثل الصور غير اللائقة والمخلّة بالآداب العامة، وتجنّب نشر الشائعات، من خلال التحفظ على نشر المعلومات غير الموثوق بها، و التأكد من صحة الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية قبل النشر، تجنبا لأي تأويل أو تحريف غير مقصود لذاته.
ويحذر من هدر الأوقات فيما لا نفع منه، ونشر الأحاديث الخاصة، ونقلها، لأنّ المجالس امانات، وكذلك عدم التسجيل المرئي أو المسموع دون علم الطرف الآخر، حيث يجب استئذانه، وكذلك ترك الغيبة والنميمة والكذب، اذ ان حرمتها، معلومة للجميع.
استاذة العمل الاجتماعي في جامعة اليرموك الدكتورة آيات نشوان، ترى أنه وعلى الرغم من إيجابيات هذه المجموعات وما تحققه من سرعة في إيصال الرسالة للجمهور المستهدف، ومشاركته بالمعلومات في وقت قياسي، إلا أن سلوك بعض أفرادها بعدم الالتزام بالأخلاقيات الناظمة لهذه “الجروبات”، قد يؤدي في بعض الأحيان إلى ” التناحر بدلاً من التواصل”.
وتقول ان الخلافات والانقسامات بين أعضاء المجموعة قد تنعكس على واقع العلاقة خارج هذه المنصة الافتراضية، لافتة إلى أن بعض افرادها قد يلجأ لمغادرة المجموعة كوسيلة للاعتراض على محتويات غير مناسبة.
وتؤكد نشوان ان هذه العلاقات تخضع إلى ما تعاقدت عليه المجموعة واتفقت عليه، ما يؤدي إلى ضبط سلوك أفرادها والتزامهم بتعليماتها، حتى يتحقق الرضا العام بين أفرادها، وتصل بالتالي لأهدافها المنشودة.
ويقول الاستاذ المساعد في علم التفسير في الجامعة الاردنية الدكتور فراس الحبيس إن الكثير من الناس يجدون لديهم القدرة على التعبير بالكتابة افضل من التكلم امام الناس، فيقوم بالتعبير عن نفسه من خلال المجموعات، نتيجة الخجل او قلة الثقة بالنفس.
ويضيف: هنالك عادات وتقاليد غير مألوفة، لكن يتم التعبير عنها من خلال نشرها عبر هذه المجموعات، مثل دعوات الافراح ومناسبات العزاء، وذلك نظرا للظرف الوبائي الذي يمر به كل العالم.
من جانبه، يشير الخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي إلى أن الاتصال الإنساني عامة، ينقسم إلى قسمين، هما: الاتصال اللفظي، وغير اللفظي، حيث يشمل الاخير الإشارات ولغة الجسد، اذ تندرج جميع منصات التواصل الاجتماعي مثل “الفيس بوك و الواتساب” ضمن وسائل الاتصال اللفظي الذي تتعدد أشكاله بين المنطوق والمكتوب.
ويرى ان المجموعات عبر تلك المنصات، تعد من أكثر وسائل الاتصال اللفظي شيوعاً واستخداماً، في مختلف أنحاء العالم، داعيا الى عدم استخدام الارقام الهاتفية الموجودة على هذه المجموعات ونشرها لأصدقاء او معارف من خارج المجموعات.
ويركز الخزاعي على أهمية التحلي بالأخلاق العامة والالتزام بها، حتى مع اختلاف طبيعة الاشخاص في هذه المجموعات، سواء لناحية المستوى العلمي، او الجندر، أو العمر، فالهدف منها هو التواصل الايجابي، وليس التناحر، والتخاصم.
–(بترا)