لماذا تأجل الحوار الفلسطيني في القاهرة..؟!
أجلت القاهرة اللقاء الذي كان مقررًا بين الفصائل الفلسطينية غدًا السبت، لأجل غير مسمى، وذبك لغياب التوافق حول عدد من القضايا الشائكة والملفات العالقة، واتساع الفجوات بين حركتي “حماس” و”فتح”، خصوصُا بعيد العدوان العسكري الاسرائيلي على قطاع غزة، فضلًا عن عدم وضع الخطوط العريضة للمباحثات بينهما، ورفض كل طرف منهما تقديم أي تنازلات ما، وتمسك كلّ منهما بموقفه ووجهة نظره، الأمر الذي دفع القاهرة إلى تأجيل جلسات الحوار، تخوفًا من استمرار الحالة الانقسامية، والتي أصبح ملف إعمار غزة جزءًا منه، ولحين توصل طرفي الانقسام إلى قواسم مشتركة تضمن نجاح الحوار ودخوله إلى الأجواء الايجابية.
وفي الوقت الذي تصر فيه حركة حماس ومعها فصائل المقاومة على ضرورة أن يتمحور اللقاء إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني وإعادة إعمار غزة بعيدًا عن السلطة الفلسطينية، فإن حركة “فتح” وبعض الفصائل الأخرى ترى أن يكون الإعمار عن طريق الحكومة الفلسطينية دون أن تمانع تشكيل حكومة فلسطينية جديدة تشارك فيها حماس، وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني قبل الوصول للانتخابات التي تم تأجيلها بل تعطيلها من قبل الرئيس محمود عباس.
وتشترط حماس دخولها منظمة التحرير بإعادة إصلاحها بشكل تام، واعتماد مشروع وطني لها، بينما ترى فتح أن من يريد دخول المنظمة عليه الموافقة على برنامجها السياسي وقانونها الأساسي.
ووفق المصادر أن الجبهة الشعبية تقدمت بثلاث مطالب فيما يتعلق بترتيب البيت الفلسطيني، وإنجاز الوحدة الوطنية، وهي: إحياء لجنة تفعيل منظمة التحرير تكون المرجعية السياسية لشعبنا الفلسطيني والتجهيز لانتخابات المجلس الوطني في الخارج، وتشكيل قيادة وطنية موحدة تعمل على استمرارية المقاومة الشعبية.
وبخصوص ملف إعمار غزة اقترحت الجبهة الشعبية تشكيل مجلس وطني لإعادة الإعمار بمشاركة السلطة الفلسطينية مع القطاعات الأخرى، وأن يكون المقر الرئيس في قطاع غزة.
ومن هنا يبدو واضحًا أن هنالك مَنْ يضع العراقيل أمام استعادة وحدة الصف الوطني الفلسطيني، وتعزيز اللحمة في الساحة الفلسطينية، وتعثر المفاوضات بين طرفي الصراع، وتأجيل الحوار تأكيد على عجز النظام السياسي الفلسطيني وفشله بتحمل المسؤولية إزاء القضية الوطنية المركزية، وإدارة شؤون شعبنا، وصون مصالحه وحقوقه. ويتجسد هذا الفشل بعدم قدرة النظام السياسي الفلسطيني إجراء الانتخابات التشريعية وتعطيلها، وارتهانه السياسي لاتفاق أوسلو المشؤوم وقيوده، وكذلك رهانه السياسي الخاسر على حلول فاشلة ومفاوضات عبثية على امتداد ربع قرن، لم تحقق شيئًا لشعبنا وقضيته الوطنية، بل أدت إلى توغل الاستيطان الكوليونالي في القدس وبقية المناطق الفلسطينية.