يسرى أبوعنيز تكتب : انقذوا خربة ياجوز في شفابدران
لم يشفع تاريخ خربة ياجوز،والتي كانت تسمى بخربة المدراج ،والواقعة في منطقة شفابدران في العاصمة عمان ،لم يشفع لها تاريخها القديم لحماية آثارها من قبل وزارة السياحة والآثار،ممثلة بدائرة الآثار العامة.
وخربة ياجوز ،والتي دلت التنقيبات الآثرية على شهودها للإستيطان من قبل البيزنطيين،والرومان،والدول الإسلامية،سواء الخلافة العباسية ،أو الأموية،باتت أثارها مهددة بعد أن رفعت دائرة الآثار العامة الحظر عنها،والسماح بمنح التراخيص على أراضيها لغايات البناء.
كل هذه الأمور جعلت سكان المنطقة يكثفون النشاطات الإحتجاجية على هذا الأمر من خلال إصدار البيانات،وتنفيذ فعاليات كإضاءة الشموع قبل أسبوعين في الموقع،مطالبين دائرة الآثار العامة بحماية أثار خربة المدراج،وعدم السماح لأحد بالعبث فيها.
وفي هذه الحالة والتي يتم من خلالها رفع إشارة الحظر ،والسماح بمنح التراخيص على أراضي خربة المدراج ،فإن هذا الأمر يشكل خطرا على الموقع الأثري ،خاصة في حال تم البناء في هذا الموقع.
كما أن أهالي المنطقة والذين بدأووا بتنفيذ فعاليات لحماية خربة المدراج،كانوا قد طالبوا الجهات المعنية بتنفيذ القانون والذي ينص على حماية الآثار التاريخية ،وإعتبارها ملك عام تابع لخزينة الدولة ولا يحق لأحد التصرف ،أو العبث بهذه المقدرات، والثروة الوطنية.
وخربة ياجوز،او خربة المدراج يعود تاريخها لألاف السنين غير أن دائرة الآثار العامة تبرر عدم استملاك الأراضي التي تم وضع الحظر عليها لحماية الخربة لوجود عجز بالإستملاك يصل إلى 35مليون دينار.
دائرة الآثار العامة ،والتي كانت قد وضعت إشارة الحظر على أربعين قطعة أرض ،أصبحت الآن غير قادرة على شراء هذه الأراضي واستملاكها ،الأمر الذي يهدد أراضي خربة المدراج ،وأثارها خاصة في حال تم البناء عليها،وإقامة المباني السكنية.
وشهدت خربة ياجوز فترات استيطانية،حيث كانت محطة تربط عمان بجرش خلال الفترة الرومانية ، و منطقة استيطان بيزنطي،إضافة لإستمرار الإستيطان في الموقع خلال الفترات الأموية،والعباسية،والأيوبية،
والمملوكية،إضافة لوجود المدافن ،والمذبح،وأرضيات فسيفسائية نقشت باليونانية تعود لعام508 ميلادية،كما وجد في الموقع العديد من المدافن.
لكل هذا ينتظر أهالي منطقة شفابدران من دائرة الآثار العامة ،بالحفاظ على هذا الموقع الأثري،وحمايته من الإندثار،في ظل السماح للمواطنين بالبناء في هذا الموقع، خاصة بعد رفع الحظر عن هذا الموقع.
كما أن في الخربة ،والتي تعتبر من المواقع الأثرية،والتاريخية، التي تم التنقيب عن آثارها من قبل طلبة الآثار في الجامعة الأردنية،يوجد فيها أعمدة ،وتاجيات ،ودعامات حجرية،وحملت بعض الزخارف النباتية،واشكال أدمية ،ونظام مائي في الموقع،كما يوجد كنيستين.