أميركا تباشر محاكمة “جوكر” الدواعش وصوتهم الدعائي
محمد خليفة كان ينشط في سوريا بحملات دعائية وترويجية وتجنيد عشرات المجندين للتنظيم المتطرف
وجه القضاء الأميركي اتهامات رسمية أمس السبت إلى كندي ولد من أصل إثيوبي قبل 38 سنة في السعودية، ونشط بعد “تدعوشه” في ربيع 2013 بالدعاية للتنظيم المتطرف طوال 6 أعوام، سبقت اعتقاله في يناير 2019 بسوريا، وتسليمه إلى الولايات المتحدة، وفقاً لما ورد في بيان أصدرته وزارة العدل الأميركية عن محمد خليفة، الموصوف بأنه كان “صوت” داعش اللوجستي والإذاعي.
خليفة، متهم بتقديم دعم مادي لمنظمة إرهابية أجنبية، عبر قيادته لذراع “داعش” الإعلامية باللغة الإنجليزية، حيث أنتج 10 مقاطع فيديو وأصدر بيانات صوتية بالعشرات، وأشرف على مجلة في الإنترنت للتنظيم، وشارك بعمليات قتالية في صفوفه، حتى تحول إلى “جوكر” يفيد الدواعش في مجالات مختلفة، وفق ما ألمت به “العربية.نت” من معلومات بثتها الوكالات، وأخرى وردت بوسائل إعلام أميركية، ذكرت أنه بدأ كمقاتل حين انتقل قبل 8 أعوام إلى سوريا، ثم انخرط في الترجمة والإذاعة الدعائية للتنظيم، إلى أن أسرته “قوات سوريا الديمقراطية” وسلمته إلى FBI قبل عامين.
من المعلومات أيضاً عن خليفة الذي يواجه عقوبة بالسجن مدى الحياة، أنه نشأ ودرس تكنولوجيا المعلومات في مدينة “تورنتو” الكندية قبل مشاهدته مقاطع فيديو في “يوتيوب” جعلته يميل إلى تنظيم “القاعدة” وفيما بعد إلى “داعش” المتطرف، حتى التحق بالتنظيم، متخذاً من “أبو رضوان الكندي” لقباً له بسوريا التي أصبح فيها أحد رموز مكتب التنظيم الإعلامي لداعش، بحسب ما قال لصحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية، في مقابلة أضاف فيها بعد اعتقاله أنه كان سعيداً بعمله للتنظيم “ولست نادماً على ما فعلت” وفق تعبيره.
كما ورد عنه بسجلات محكمة مدينة Alexandria بولاية فرجينيا الأميركية، أنه شجع أتباعه ومن تأثروا بدعايته على محاولة الانضمام إلى “داعش” في الخارج، أو شن هجمات في بلدانهم الأصلية، وهو ما ذكره ذلك الوقت في فيديو أعلن فيه ولاءه للتنظيم قبل ارتكاب مذبحة ملهى Pulse الليلي في 2016 بمدينة أورلاندو، في ولاية فلوريدا، حيث أطلق الأميركي من أصل أفغاني، عمر صديقي متين، الرصاص على رواده، فقتل 50 وجرح 53 آخرين، في عملية تبناها داعش، إضافة لما نسمعه من خليفة نفسه في فيديو آخر تعرضه “العربية.نت” أدناه، وفيه اجتزاء من مقابلة أجرتها معه شبكة CBC الإذاعية بكندا في يونيو الماضي.
يذكر في المقطع المجتزأ، أنه كان يعيش حياة طبيعية في كندا، ويبلي بلاء حسناً لنفسه “لكني قررت التخلي عنها، وأنا أعلم ما كنت أضحي به في هذه العملية. كان قراراً اتخذته وتمسكت به” إلى أن غادر ومعه زوجته وابناهما إلى مدينة الرقة بالشمال السوري، حيث كان راتب كل منهما 50 دولاراً بالشهر، إضافة إلى 35 لكل ابن من ابنيهما الاثنين، وهناك أصبح نجماً دعائياً لداعش بالإنجليزية، ونجح بتجنيد العشرات إلى أن اعتقلوه في محافظة “دير الزور” أثناء معركة في الشمال السوري مع “قوات سوريا الديمقراطية” التي تدعم الولايات المتحدة مقاتليها، ومعظمهم من الأكراد.
ووردت عبر الوكالات أمس السبت، تصريحات أدلى بها Raj Parekh القائم بأعمال النائب العام الأميركي في المقاطعة الشرقية بولاية فيرجينيا، ملخصها أن محمد خليفة “لم يقاتل فقط مع “داعش” في ساحة المعركة بسوريا “بل كان صوتاً للعنف” ولعب دوراً رئيسياً مفترضاً في ترجمة النصوص الدعائية للتنظيم والترويج لها “وساهم بتجنيد مسلحين في الصفوف الداعشية بالعالم عبر توسيع عدد مشاهدي الفيديوهات الممجدة جرائم القتل الوحشية والعنف العشوائي” كما قال.