هكذا تخلص ابن المرسي أبوالعباس من زوجته وطفلتيه حبيبة وجنة الله …. تأييد الحكم بالإعدام
عندما تسير في شارع الملكة بمنطقة بولاق الدكرور، وبالتحديد عندما تمر أمام العقار رقم «10»، ستتوقف دقائق أمامه وتجد سكانه ورواد المنطقة يتحدثون عن تأييد حكم الإعدام، الصادر بحق المتهم صلاح المرسي أبو العباس، نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس، بعد إدانته من خلال التحريات والتحقيقات الأمنية والقضائية، بقتل زوجته هبة الله عادل إبراهيم، وطفلتيه حبيبة وجنة الله بدم بارد، ثاني أيام عيد الأضحى المبارك عام 2018.. تفاصيل كثيرة سطرتها التحريات والتحقيقات، وأسدلت محكمة النقض صباح اليوم، السبت 26 مارس 2022، الستار عن القضية، ولكن الحكايات لاتزال في العقار – مسرح الجريمة – المملوك لشقيق وزير سابق في حكومة حازم الببلاوي عام 2013، وكانت بدايتها التالي:
قصة حب في جامعة القاهرة
قبل 18 عاما، كانت بداية التعارف بين المتهم صلاح المرسي أبو العباس، نجل الفنان الراحل المرسي أبو العباس، الذي شارك في العديد من الأفلام السينمائية، من بينها فيلم ضد الحكومة مع الفنان الراحل أحمد زكي، كان صلاح آنذاك طالب في الفرقة الثالثة بكلية الآثار جامعة القاهرة، أعجب بالزوجة – المجني عليها – هبة الله، وكانت طالبة في الفرقة الأولى بنفس الكلية، وتطور الإعجاب إلى علاقة حب، وانتهت بالزواج بعد أن رفضته أسرة الزوجة 3 مرات، وهي المعلومات التي كشفت عنها أسرة الضحية، أثناء مناقشتها أمام رجال المباحث وبقيادة اللواء محمد عبد التواب مدير أمن المنيا، الذي كان يشغل منصب مدير المباحث الجنائية للجيزة وقت ارتكاب الجريمة في يونيو 2018، التفاصيل التي جاءت في أوراق القضية لم تنتهِ بعد.
العقار رقم «10» صاحبه شقيق وزير سابق
توجه الزوجين للإقامة في العقار رقم 10 في شارع الملكة، هو شارع متفرع من شارع العشرين وهو شارع رئيسي في منطقة بولاق الدكرور، العقار كان آنذاك حديث الإنشاء وهو مملوك لشقيق الوزير السابق كمال أبو عيطة الذي كان يشغل منصب وزير القوى العاملة في حكومة حازم الببلاوى عام 2013، استمر الزواج لمدة 13 سنة وكانت الخلافات بين الزوجين – صلاح و هبة الله، بسيطة مثل أي زوجين، وأنجب خلال تلك الفترة الطفلتين جنة الله 13 سنة وحبيبة 10 سنوات، وتم تكريمهما من قبل مدرسة الشروق الخاصة ضمن العشرة الأوائل في الشهادة الاعدادية، بالتزامن مع الجريمة والعثور على جثتهما بجوار جثة والدتهما داخل شقتهما – مسرح الجريمة – في يونيو 2018، فماذا حدث داخل الشقة ؟
جثث في الشقة
جثة الزوجة على سجادة الصلاة، وجثة الطفلتين على سريرين في غرفة النوم، هكذا سجلت القوات المعاينة المبدئية عقب ورود بلاغ من الزوج، بالعثور على جثة زوجته وأطفاله مقتولين، وفرضت قوات الشرطة كردونا أمنيا حول العقار، وبدأ اللواء محمد عبد التواب مدير مباحث الجيزة انداك، في استكمال فحص البلاغ، وبحضور محقق النيابة محمد خالد مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة في ذلك التوقيت، وجاءت كالتالي: «الزوجة هبة الله مقتولة من الخلف اثناء السجود خنقا، بعد أن تخلص منها القاتل المجهول بسلك تليفون، وقتلها قبل العثور على الجثمان من 3 لـ 5 ساعات، أيضا عثر على جثة الطفلة الأكبر جنة الله مقتولة على السرير وتم كتم أنفاسها هي وشقيقتها بالمخدة».
المعاينة التي أجراها محقق النيابة محمد خالد آنذاك، أكدت الأتي: «الدخول بطريقة مشروعة، لا يوجد كسر في باب الشقة أو المنافذ، هواتف الضحايا والمشغولات الذهبية عثر عليها في الشقة، مما يشير إلى أن الدافع ليس السرقة، إلا أن الزوج أكد أثناء المناقشة المبدئية أن هناك 350 ألف جنيه تم سرقتها بالتزامن مع ارتكاب الجريمة».
الاشتباه في ابن المرسي أبو العباس
لم تتوقف القوات وفريق التحقيق عن الفحص والتحري، وتم تشكيل فريق بحث وتحر؛ لاستكمال فحص مسرح الجريمة، وبدأ المقدم طارق مدحت معاون مباحث بولاق الدكرور آنذاك، في فحص كاميرات المراقبة القريبة من العقار وايضا مناقشة الجيران، وتبين الآتي: «لم ترصد الكاميرات أي دخول أو خروج لشخص غريب للعقار، أيضا لم يُرصد خروج أي شخص يبدو عليه الارتباك وملابسه غير منظمة، سوى الزوج في توقيت ارتكاب الجريمة طبقا لما رجحه الطب الشرعي، الزوجة لم يكن لديها أي علاقات بالجيران وكانت طيبة السمعة، فحص تليفونات الضحايا، أكد أنهم تلقوا مكالمات كثيرة أثناء وجود الأب في الشقة ولم يتم الرد عليها؛ مما يشير إلى أن الأب المشتبه فيه، وأنه نفذ الجريمة وخرج وجلس على المقهى لإبعاد الشك عنه».
توجه المقدم طارق مدحت بعد عمل تحريات على مدار 4 أيام إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، وعرض المعلومات والتحريات على اللواء محمد عبد التواب وفند أمامه ما جاء في التحريات، وهنا توقف اللواء عبد التواب عن المبلغ المبلغ عنه وقيمته 350 ألف جنيه، أين اختفى؟، وأجاب عليه المقدم طارق مدحت، أن ذلك المبلغ كان بجوزة الزوج وقام بوضعه في حسابه الشخصي وتفعيله في البورصة وخسره، وقدم المقدم طارق مدحت ما يثبت صحة كلامه من أدلة، وتم استئذان النيابة العامة بضبط وإحضار الزوج؛ لمناقشته بما ورد في التحريات وأنه هو المشتبه فيه بارتكاب الواقعة.
الأب يعترف: قتلتهم علشان يسبقوني للجنة
عقب استلام إذن النيابة العامة، انطلقت قوة من المباحث وألقت القبض على ابن المرسي أبو العباس، المشتبه فيه بقتل زوجته ابنائه، وتم اقتياده إلى قسم شرطة بولاق الدكرور، ومثّل أمام اللواء محمد عبد التواب، وبدأ في مناقشته، قائلا: «أنت متهم بقتل زوجتك وأبنائك بدم بارد؟، ورفع المتهم رأسه مبتسما للواء عبد التواب قائلا: محصلش، أنا كنت بتفرج على الماتش وبعد كده روحت لقيت مراتي وعيال مقتولين في الشقة ومسروق 350 ألف جنيه»، وهنا بدأ اللواء محمد عبد التواب مواجهته بالأدلة والكاميرات التي أكدت أنه قام بتفعيل المبلغ في البورصة وخسر المبلغ، وبعد ذلك نفذ جريمته، أيضا تم مواجهته بما جاء في التحريات التي أشارت إلى عدم دخول وخروج أحد من العقار وقت ارتكاب الجريمة، سلامة منافذ الشقة، الاتصالات الواردة على هواتف الضحايا أثناء وبعد تنفيذه الجريمة.
انهار المتهم واعترف بجريمته، قائلا: «قتلهم علشان يسبقوني للجنة، أنا مكنش معايا فلوس، قتلتهم وكنت هنتحر، بس رجعت في كلامي، خليت مراتي بتصلي العصر، خنقتها وهي سجادة، ودخلت على عيالي كانوا نايمين كتمت أنفاسهم بالمخدة، بس ده كل اللى حصل»، تم إحالة المتهم للنيابة، التي سجلت اعترافاته وأحالته للمحكمة التي أصدرت حكما بإعدامه 2019، وأسدلت محكمة النقض اليوم الستار على القضية وأيدت حكم الإعدام.