الأزهر يحذر من مسلسل «فاتن أمل حربى»…. نرفض الاستهزاء بالقرآن وهدم مكانة السنة
حذر الأزهر الشريف بشدة من الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وهدم مكانة السنة النبوية، في الأعمال الفنية التي يتم بثها، في إشارة منه إلى مسلسل «فاتن أمل حربى» من تأليف إبراهيم عيسى.
وأكد مركز الأزهر للفتوى، أمس، أن تشويه المفاهيم الدِّينية، والقِيم الأخلاقية، بهدف إثارة الجَدَل، وزيادة الشُّهرة والمُشاهدات أنانيَّة ونفعيَّة بغيضة، تعود آثارها السَّلبية على استقامة المُجتمع، وانضباطه، وسَلامه، ولا عِلم فيها ولا فن.
وتابع: «لا كهنوتية في الإسلام، ولم يدَّعِ أحد من الأئمة والفقهاء العِصمة لنفسه على مرِّ العصور، بل كلهم بيَّن ما رآه حقًّا وَفق أدوات العلم ومعايير التخصُّص على وجه الإيضاح، لا الإلزام، ونسبة هذه الأوصاف الشائنة للعلماء تدليسٌ، ووصاية، وخلطٌ مُتعمَّد؛ يهدف إلى تشويههم، وإسقاط مكانتهم ومقامهم، كما يهدف إلى تشويه مفاهيم الدين الحنيف، وتفريغه من مُحتواه، كما أن الاستهزاء بآيات القرآن الكريم، وتحريف معانيها عمّا وُضِعت له عمدًا، وعَرْض تفسيرات خاطئة لها على أنها صحيحة بهدف إثارة الجدل جريمة كُبرى بكل معايير الدين والعلم والمهنية، وتَنكّرٌ صارخ للمُسلَّمات».
كما شدد الأزهر على أن السُّنة النّبويّة الصّحيحة ثانى مصادر التشريع الإسلامى بعد القرآن الكريم، وهى التطبيق العملى له، وأُولَى أدوات فهمه واستنباط أحكامه، التي دلَّ القرآن على اعتبارها وحيًا إلهيًّا من قول رسول الله «ص» وفعله وتقريراته، وتهميشها وتنحيتها محاولةٌ لهدم عِماد من عُمُد الدين، واعتداءٌ مرفوض على مكانة النبى محمد «ص».
وأشار إلى أن الإسلام أعطى الأمَ حقَّ حضانة أولادها عند وقوع الانفصال حتى يستغنوا عنها إذا لم يكن عارض أو مانع من الحضانة، ولا ينبغى مطلقًا أن يكون الطفل بين يدى والديه أداة ضغط أو دليلَ انتصارٍ مُتوَهَّم، وفى حال النِّزاع تميزت الشريعة الإسلامية بمرونة فائقة في مسائل حضانة الأولاد ورؤيتهم بعد انفصال الوالدين، وأعطت القاضى حق تقدير المواقف.وأوضح الأزهر أن التستر خلف لافتات حقوق المرأة لتقسيم المجتمع، وبث الشقاق بين الرجال وزوجاتهم بدلًا من محاولة زرع الودّ والمحبة وعرض النماذج المثلى للأسرة الصالحة والمجتمع المصرى.
من جهته، أكد مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف أن الفن والإبداع رسالة سامية لها دورها كغيرها في تثقيف الناس وتنويرهم ونشر القيم والأخلاق فيما بينهم، وبناء جيل يعى قيمة ذاته قبل أن يدرك قيمة أوطانه، مستنكرًا في بيان له أمس ما وصفه بـ«تحول دفة هذه الرسالة إلى تغريب المجتمع عن هويته وتشويه صورة رموزه الذين أفنوا حياتهم في خدمة العلم وأهله، فهو أمر يُنذر بخطر مجتمعى عظيم»، وشدد المجمع على أن تعمّد تشويه صورة رجل الدين هو سعى واضح لإسقاط القدوة في المجتمع، وهو عمل من شأنه أن يدعم كل توجّه يخطط لإفراغ المجتمع وتجهيله والقضاء على هويته، وهو أمر لو تعلمون عظيم، خاصة أن تلك الحملات ثنائية الأداة إذا كانت تسعى لإسقاط قدوة من جانب فإنها تُعلى نماذج أخرى ترسّخ بها قيمًا سلبية خطيرة ومهددة لاستقرار المجتمع.
وفى المقابل، طالب الناقد طارق الشناوى الأزهر بأن ينتظر حتى نهاية الحلقات ليطلع على كل التفاصيل، مشيرًا إلى أن المسلسل تم مراجعته فقهيًّا ودينيًّا وليس به ما يسىء للدين، وأشار «الشناوى» إلى أن الدراما قد تتغير ولا نستطيع أن نحكم على موقف باجتزاء في لحظة معينة، ولا ننسى أن من راجع المسلسل سعد الدين الهلالى، الأستاذ في العلوم الدينية، وراجع الأمور الفقهية وهو فقيه أزهرى.