مظلة “مراكز Orange الرقمية”.. مساحة إبداعية ونقطة تحول لمشاريع سيدات منتجات
“برنامج مركز المرأة الرقمي”، علامة فارقة في حياة خمس سيدات تمكّن من بين 100 سيدة من الفوز بالمنح النقدية المخصصة للمراكز الخمسة الأولى ضمن البرنامج، وقدّمن مشاريع ريادية ومبدعة يحتاجها السوق وتتصف بقدرتها على التطور والاستدامة، وكانت لديهن القدرة على تسويق منتجاتهن عبر نوافذ متعددة.
100 سيدة من مختلف مناطق المملكة كنّ قد انضممن للفوج الأول من برنامج مركز المرأة الرقمي، الذي نفذته Orange الأردن، ضمن شراكتها مع الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية (جهد) تحت مظلة مراكز Orange الرقمية، وخلال ستة أشهر تلقت هؤلاء السيدات تدريبات مكثفة في المهارات والكفاءات الرقمية وفن الإدارة والمهارات الريادية، وبناء الشركات الصغيرة وترويجها إلكترونياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
السيدات المئة أجمعن على أن التدريب في هذا البرنامج فجّر لديهن طاقات كامنة، وكان بمثابة فرصةً مهمة لاستكشاف إبداعاتٍ أدركن وجودها لديهن، نتيجة لهذا التدريب المكثف على أيدي مختصين، كانوا عوناً حقيقياً لاستخراج مواهبهن، مشيراتٍ إلى أن أهم إنجاز حققنه هو قدرتهن على المشاركة الإيجابية في المجتمع، من خلال مشاريع تُدرّ عليهن دخلاً جيداً وتحقق لهن الاستقلال المادي.
السيدات الخمس الفائزات بالمنح، أكّدن على أن فوزهن يشكّل دافعاً قوياً لهن للاستمرار في تطوير مشاريعهن، كما أنه منحهنّ الثقة بما يصنعن وبما يقدمن، مؤكدات على أن الفرصة التي سنحت لهن بالحصول على تلك المنح النقدية تعدّ نواةً لتطوير هذه المشاريع، وتسويق منتجاتها بأسعار تتناسب مع قدرات المواطنين المختلفة.
لبنى سمحان الفائزة بالمركز الأول بمشروعها “إعادة تدوير الإطارات” لصناعة المفروشات، قالت إن الفكرة جاءت بهدف الحفاظ على البيئة، من خلال الاستفادة من الإطارات المستهلكة لأغراض تحويلها لمفروشات جميلة وجديدة باسعار مناسبة.
وأكدت لبنى أن الحصول على المركز الأول يعد حافزاً معنوياً يؤكد مدى نجاح هذه الفكرة، التي تحولت إلى مصدر دخل لأسرتها منذ خمس سنوات، لافتةً إلى أن التدريب الذي تلقته خلال البرنامج رتّب أفكارها، وساهم في وضعها على بداية سكة العمل المنظم، حيث من الممكن أنها ستحتاج لأيدٍ عاملة مساعدة في المستقبل، خاصة وأن تأهيل صاحبات الأعمال تضمن آليات ترويج وتسويق المنتجات عبر نوافذ متعددة، ما سيفتح الباب واسعاً أمام بيع المفروشات المصنعة من الإطارات.
أما مشروع سهير الصمادي، “مطبخ زين وماريا”، والفائز بالمركز الثاني، فقد اهتم بتوفير منتج صحي خالي من “السكر الأبيض والمواد الحافظة”، يحتوي على الشوفان والتمور والطحين الكامل، وهو يستهدف طلاب المدارس وموظفي الشركات.
هذا المشروع قائمٌ منذ عامين، لكنه كان بحاجة إلى تنظيم أكثر، خاصة وأنه مُجدٍ اقتصادياً ويُدرّ دخلاً جيداً على صاحبته. وتمكّن المشروع من نيل تقدير المحكّمين، خاصةً أنه يمسّ شريحة واسعة من المجتمع.
وجاء ثالثاً مشروع “بساتين الطيور”، الذي بدأته غيداء السعيدات قبل عامين، معتمدةً في ذلك على شراء العديد من أنواع الطيور وبيعها للمجتمع المحلي، وكان هذا المشروع الأول من نوعه في منطقة غيداء، ليصبح لاحقاً مصدر رزق لها بعد أن اكتسبت خبرات جيدة في مجال تربية الطيور.
وقالت السعيدات إن هذا البرنامج مكّنها كغيرها من التفكير بالمشروع كوحدة تجارية قائمة بحد ذاتها، متطلعة لتطويره ليزداد المدخول المالي منه، بناءً على أدوات التسويق والإدارة والتنظيم التي تم تدريب المشاركات عليها.
وفي المركز الرابع، جاء مشروع “ريناس للمطرزات الشرقية”، الذي اعتمد على موهبة ومهارة فايزة الهروط في تطوير مفهوم التطريز التراثي الأردني والفلسطيني لإدخاله على أثواب دول أخرى.
وقالت الهروط إن الفكرة جاءت من أجل إخراج مفهوم التطريز التراثي من قالبه الجميل إلى قوالب أخرى لا تقل جمالية، كإدخال التطريز الأردني على القفطان المغربي وعلى ثوب الحنة التركي على سبيل المثال، مضيفة أنه قد تم إدخال التطريز لغايات ديكورات المنازل بشكل عام.
وبحسب الهروط فإن هذا المشروع يهدف إلى الحفاط على التراث الأردني ودمجه مع الحداثة، لافتةً إلى أن البرنامج كان حافزاً هاماً لتطوير طريقة عملها إدارياً وتسويقياً. وأكدت الهروط على أنه قد تبلورت لديها فكرة لتوسيع هذا العمل والاستعانة ببعض المساعدين، ما سيوفر لها ولمن يعمل معها دخلاً إضافياً، وذلك من خلال زيادة حجم العمل في المشروع.
وقامت سوسن الحرباوي بعكس فكرتها في إنتاج الطعام الصحي الخالي من الزيوت والدهون والسكر، إلى مشروع على أرض الواقع تحت اسم “كول واشكر”. وبحسب الحرباوي فإن المشروع متخصص باعداد وجبات صحية خاصة، مثل الوجبات الخالية من السكر لمرضى السكري والوجبات التي تحتوي على نسب عالية من البروتين لمنتسبي النوادي الرياضية، والوجبات الخاصة بمرضى الضغط.
وأكدت الفائزة الخامسة على أن هذا المشروع مُجدٍ مادياً إلى حد ما، متوقعة أن يزداد المردود المالي منه بعد اكتسابها مهارات جديدة من خلال البرنامج، ستقوم بعكسها على آلية عملها في المشروع.