صلاة إستسقاء.. فيارب أغثنا
كتبت:يسرى أبوعنيز
بالأمس الأول دعت وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية لإقامة صلاة الاستسقاء ،بعد صلاة عصر اليوم الثلاثاء في جميع مساجد المملكة ،وذلك إقتداءً بسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عند تأخر نزول المطر،كما دعت الوزارة للإكثار من الإستغفار ،والتوبة،والذكر ،ورد المظالم إلى أهلها ،والصوم ،والتضرع إلى الله تعالى طلبات للغيث.
ونحن اليوم لم يتأخر عندنا المطر فقط ،بل أننا نُقيم صلاة الاستسقاء بعد ما وصلنا إليه من
شُح في الماء مما ألحق الضرر بكل ما هو حولنا،حتى أن الربيع الذي كنا نتغنى به من قبل لم يعد كما كان،وإن وُجِد فهو كما إعتدنا عليه،وسهولنا وجبالنا لم تعد كما كانت في مثل هذا الوقت من كل عام.
نعم ..نحن بحاجة لصلاة الاستسقاء تضرعاً للمولى عز وجل أن يرزقنا الغيث بعد أن رأينا ما يدمي قلوبنا..ويُدمع عيوننا بعد أن جفت الأرض التي رؤيتها خضراء في مثل هذا الوقت من العام..وحتى المحاصيل،والمزروعات التي تم زراعتها وتعتمد بشكل كامل على مياه الأمطار تضررت نتيجة لقلة الأمطار،وإرتفاع درجات الحرارة.
نعم نحن بحاجة لصلاة الاستسقاء لتعيد الحياة لجميع،الكائنات الحية …ولنُعيد للأرض فرحتها..كما هي الفرحة بالنسبة لنا..فاللوحات الطبيعية من الورود البرية التي تمتزج بالبساط الأخضر من الربيع في كل عام…والنباتات البرية التي إعتدنا عليها لم تعد موجودة أيضاً بسبب قلة الأمطار ،وشُحها حتى الآن.
نعم ستقام اليوم الثلاثاء صلاة الاستسقاء في مساجدنا..طلبا وتذرعاً لرب العباد أن يسقينا المطر ،ونحن الذين نتذكر كيف كانت جدّاتنا يطلبن الغيث من الكريم من خلال تراويد إعتدنا على سماعها منهن منذ كنا أطفالاً ،وكلها رجاء وتذرع لله أن يسقينا الغيث،ومنها(يا الله غيث يا دايم …تسقي زرعنا النايم
ويا الله الغيث يا ربي…تسقي زرعنا الغربي)وغيرها الكثير من التضرعات.
نعم ستُقام اليوم صلاة الاستسقاء..فيا رب أغثنا،وأرحمنا،وأسقنا الغيث رحمة بالشجر والبشر..ويا رب أغثنا رحمة بالأرض المتعطشة لرحمتك..وأغثنا رحمة بكل من على هذه البسيطة..فأنت الكريم و المعطي..ونحن من ينتظر كرمك وعطاؤك.