ماذا ينتظر المجتمع الإسرائيلي بعد “طوفان الأقصى”.. جامعة تل أبيب تجيب
في دراسة حديثة نُشرت نتائجها أمس الجمعة، كشفت أن أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول غير مسبوقة من حيث تأثيرها على الإسرائيليين، حيث تواجه نسبة مرتفعة من المجتمع أعراضاً لاضطراب ما بعد الصدمة، مع ارتفاع في مؤشرات القلق بين أفراد المجتمع.
وفقاً لصحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، فإن الدراسة التي أجرتها جامعة تل أبيب وشركة Wizermed، اعتمدت على بيانات جمعتها من الساعات الذكية، وأظهرت أنَّ الإسرائيليين يعانون من ارتفاع مستمر في الإجهاد العقلي منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، مع تراجع النشاط البدني، وقد تأثرت جودة نومهم ومدته تأثراً كبيراً.
وتعليقاً على النتائج، شرح البروفيسور إيريز شموئيلي رئيس مختبر البيانات الضخمة في جامعة تل أبيب: “لقد توصلنا إلى بعض النتائج المثيرة للاهتمام للغاية، الأولى ليست مفاجئة، فكما نفهم جميعاً، كانت أحداث 7 أكتوبر/تشرين الأول غير مسبوقة، من حيث تأثيرها على السكان.
وقال: نلتمس هذا في جوانب عدة: “الأول هو عند النظر إلى مستوى التوتر الذي أبلغ عنه المستخدمون، نرى زيادة كبيرة جداً خلال الفترة الحالية مقارنة بالأحداث الأخرى على طول الجدول الزمني للدراسة التي بدأت منذ 3 سنوات، مثل وباء كورونا الذي أودى بحياة العديد من الأشخاص في إسرائيل، أو عملية حارس الجدار، على سبيل المثال”.
ولم يتأثر النوم وحده، إذ يوضح شموئيلي: “من خلال النظر إلى بيانات أخرى، ومن العينة التمثيلية، نرى أيضاً زيادة كبيرة جداً في حالات اضطراب ما بعد الصدمة، وإذا نظرنا إلى المؤشر الأقسى، نرى أنَّ نحو 23% من السكان الذين لم يتعرضوا للصدمة مباشرةً يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، ونحو 23% يعانون من القلق ما بين المتوسط والشديد”.
ويشير شموئيلي إلى أنَّ هذه الأرقام غير مسبوقة، إذ لا تتحدث عن أشخاص كانوا في العطيف أو الحدود الشمالية أثناء القتال، بل في أماكن آمنة نسبياً، ومع ذلك، تظهر نتائج البحث أنه على الرغم من أنَّ هؤلاء الأشخاص لم يكونوا جسدياً في مراكز القتال، فإنه يمكن التعرف على علامات واضحة للصدمة العقلية لديهم.
كما يقول البروفيسور شموئيلي: “هذه أرقام عالية جداً حقا، إذا ما قورنت على سبيل المثال بأحداث 11 سبتمبر/أيلول في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث سجلت نحو 7.5% من اضطرابات ما بعد الصدمة بين الفرق الطبية وفرق الإنقاذ، بينما نتحدث هنا عن مجموعة سكانية لم تتعرض مباشرةً وبأعداد أعلى بكثير للصدمة، وإذا نظرت إلى الوضع بعيداً عن سياق البحث الصارم، فستجد الأرقام أعلى بكثير”.
ووفق إحصاءات إسرائيلية قتلت حماس خلال هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، على مستوطنات ونقاط عسكرية في غلاف غزة، نحو 1400 إسرائيلي وأصابت نحو 5431 وأسرت قرابة 239 بادلت العشرات منهم، خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و”كارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.