صحيفة عبرية: السنوار الأكثر صلابة من بايدن ونتنياهو.. ونغوص بوحل غزة
قال المعلق الإسرائيلي في صحيفة /معاريف/ العبرية “ران أدليست” إنّ رئيس حركة “حماس” في غزة يحيى السنوار هو الأكثر صلابة من بين ثلاثي (حرب غزة) نتنياهو – بايدن إضافة للقائد في المقاومة الفلسطينية.
وفي مقدمة تحليله في الصحيفة كتب أدليست: “ثلاثة أبطال تاريخيين ومأساويين في ملتقى أحداث غزة هم: جو بايدن، بنيامين نتنياهو ويحيى السنوار. ويقول المؤرخون إنّ الواقع الذي يصمّم التاريخ هو من عمل الزعيم. وعمل الزعيم هو مبنى شخصيته”.
ونقل المحلل العسكريّ عن مصادر وازنةٍ جدًا بالمؤسسة الأمنيّة في تل أبيب، أنّ “الوقت لا يلعب لصالح إسرائيل، وأنّ الوضع في غزّة، أوْ الغوص فيها، بات يُشبِه إلى حدٍّ كبيرٍ القسم الأخير من حرب لبنان الأولى عام 1982 بعد احتلال بيروت”، لافتًا في ذات الوقت إلى أنّ “الأمور هنا ترتبط بمدى التأييد الجماهيريّ للغزو البريّ، والذي تضاءل في الفترة الأخيرة”، كما نقل عن مصادره.
وتابع المُحلِّل إنّه “بشكلٍ متطابقٍ مع حرب لبنان الأولى، فإنّ الاستمرار في القتل منوط بهدفيْن، واللذين تلاشيا بسرعةٍ في لبنان: الأوّل، ما هو هدف الحرب، والثاني هل يلوح في الأفق الانتصار”، مُشيرًا إلى أنّ “الخطورة في غزّة تكمن في أنّ مواصلة القتال ستُقوّي الشكوك بأنّ أهداف الحرب، كما تمّ وضعها، لن تتحقق”، على حدّ قوله.
وأضاف: إنّ “استمرار المعارك كما تجري حتى اللحظة سيكون مصحوبًا بارتفاعٍ كبيرٍ في عدد الجنود المقتولين، جرّاء المعارك مع منظمةٍ تعتمِد حرب العصابات”.
وفي سياق متصل، تناول المحلل العسكريّ في صحيفة /هآرتس/ العبريّة، عاموس هارئيل، مجريات العدوان على غزة، وقال إنّ “رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يُظهِر الإشارات الكثيرة التي تؤكِّد أنّه عاقد العزم على إطالة أمد الحرب، رغم أنّ القيادة الأمريكيّة أمهلته في الأيّام الأخيرة أنّها ستؤازره فقط حتى نهاية شهر كانون الثاني (يناير) القادم”.
وتطرّق هارئيل إلى القتال الضاريّ في حيّ الشجاعيّة بغزّة، وقال إنّ “قائد وحدة (كفير) النخبويّة، التي يُقاتِل جنودها هناك، كان واضحًا جدًا عندما قال في مقابلةٍ تلفزيونيّةٍ إنّ الوضع مُعقّد ومُركّب للغاية، وأضاف القائد: “انتهينا من مهمّات الاحتلال التي أنيطت بنا من قبل القيادة العليا، ولكن مع ذلك، فإنّ العدوّ ما زال حولنا بـ 360 درجةٍ، بيد أنّنا لا نراه بأعيننا لأنّه يختبئ”، على حدّ قوله.
وأضاف: “في الشهر القريب القادم سيقع بين بايدن، السنوار ونتنياهو صدام محدّد، وشخصياتهم بمستوياتها العلنية والخفية، ستلعب دورًا حاسمًا في سياقات إنهاء القتال واليوم التالي“.
ولليوم الرابع والسبعين على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي بمساندة أمريكية وأوروبية عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، ما أدى لارتفاع حصيلة الضحايا إلى 19 ألفاً و 453 شهيد، و52 ألفاً و 286 إصابة، وأسفر عن دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.