ما هو عيد المساخر الذي يحتفل به اليهود الأحد
يحتفل اليهود الأحد عيد البوريم (المساخر)، الذي يعتبر العيد الأكثر حيوية وشعبية, في معظم دولة إسرائيل, باستثناءالقدس وبعض المدن الأخرى التي يحتفل بها غدا.
وأصبح عيد المساخر, الذي يحتفل به بذكر خلاص اليهود وإحباط مؤامرة هامان لإبادتهم, رمزًا لانتصار الشعب اليهودي على حكم طغيان لاسامي وعلى المحاولات لمحوه . فلذلك يتسم عيد المساخر بالمرح ويكون مثل عيد كرنفال.
خلفية عيد المساخر
يخلد عيد المساخر الأحداث التي يتم وصفها في سفر إستير. وفي الآية 8 من الإصحاح الثالث في سفر إستير يقول هامان اللاسامي, كبير الوزراء في الإمبراطورية الفارسية, للملك الفارسي أحشويروش إنه “موجود شعب ما مشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك, وسننهم مغايرة لجميع الشعوب, وهم لا يعملون سنن الملك, فلا يليق بالملك تركهم. فإذا حسن عند الملك, فليكتب أن يبادوا”. وبذلك, قد ابتكر هامان أحد الافتراءات اللاسامية الأكثر شناعة وهو أن اليهود شعب متعصب غريب لا يراعون قوانين الدول التي يعيشون فيها. وبمبادرة هامان صدر أمر بذبح جميع اليهود في الإمبراطورية الفارسية, ولكنه يقال في سفر أستير بعد ذلك إن مؤامرة هامان أحبطت و”كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة .. وولائم ويوم طيب”. (أستير, 8 : 16-17)
وعلى مر السنين, أصبح عيد المساخر, الذي يحتفل به بذكر خلاص اليهود وإفشال مؤامرة الإبادة لهامان, رمزًا لانتصار الشعب اليهودي على حكم طغيان لاسامي. فلذلك يتسم عيد المساخر بالمرح ويكون مثل عيد كرنفال.
صوم إستير
في اليوم الذي يصادف قبل عيد المساخر بيوم واحد يحل يوم صوم يعرف ب-“صوم إستير”, على ذكرى الصوم التي قد صمته أستير ومعها جميع أبناء الشعب اليهودي (سفر إستير 16:4) قبل أن طلبت الملكة إستير, وهي بطلة سفر إستير, من الملك أحشويروش إلغاء تنفيذ مؤامرة الإبادة لهامان. وسيمتد الصوم من الفجر, قبل شروق الشمس, حتى غروب الشمس. وتتلى صلوات خاصة وتتم قراءة نصوص من التوراة في نطاق الصلاة التي تقام في الكنيس.
عيد المساخر (بوريم)
بعد غروب الشمس تقام صلوات احتفالية في الكنس, حيث تتم كذلك تلاوة سفر إستير بصوت مرتفع. ومن التقاليد اليهودية, وخاصة ضمن الأطفال, أن يأتوا إلى الكنيس وهم يرتدون الأزياء التنكرية, وخلال تلاوة سفر إستير, كلما يرد ذكر اسم هامان, يقوم المصلون بإثارة الضوضاء, بأعلى صوت, على قدر المستطاع, بهدف محو اسمه, كما وعد الله تعالى (الخروج 14:17) ب-“محو ذكر” الشعب العماليقي, الذي كان هامان من ذريته. وتستعمل محدثات صوت خاصة بعيد المساخر (قرقعيات) لهذه الغاية. وتتم تلاوة سفر إستير مرة أخرى في نطاق صلاة الفجر في اليوم التالي. وتتضمن الصلوات وصلاة المائدة في عيد المساخر صلاة خاصة بمناسبة العيد.
وفي عيد المساخر, يفرض سفر إستير (22:9) على اليهود إرسال أنصبة (هدايا) من كل واحد إلى صاحبه, وعطايا خاصة للفقراء, وإقامة مأدبة احتفالية بعد ظهر العيد. ولهذه الغاية, يتسم هذا اليوم كذلك, بجمع التبرعات للأغراض الخيرية, وبزيارة الجيران والأصدقاء لإعطائهم سلالاً من أنواع الطعام, أهمها معجنات صغيرة مثلثة الشكل محشوة بالخشخاش (أو بحشوات أخرى) ومعروفة باسم “آذان هامان”.
وفي المأدبة الاحتفالية هناك من يتبعون التقليد بأن يصبحوا سكارى إلى حد لا يتمكنون من التفرقة بين “بارك الله موردخاي” (ومردخاي هو عم إستير وبطل سفر إستير) و”لعن الله هامان”.
وفي القدس, يحتفل بعيد المساخر بعد الاحتفال به في بقية العالم, بيوم واحد. وتؤجل جميع عادات عيد المساخر بيوم واحد. إن هذه العادة تعود إلى الحقيقة, أنه قد أعطي يوم إضافي لليهود الذين سكنوا في شوشان (وتسمى سوسا في أيامنا, وكانت إحدى عواصم الإمبراطورية الفارسية الأربع) للدفاع عن أنفسهم ضد أعدائهم. ويعرف اليوم الثاني هذا باسم “شوشان بوريم”. ويذكر ذلك في سفر إستير نفسه (9 : 16-19).
فإن اليهود الذين يسكنون في المدن المحاطة بسور (والتي حددتها الأوساط الحاخامية لاحقًا كمدن محاطة بسور من عهد دخول يشوع إلى أرض إسرائيل) يحتفلون بعيد المساخر يوم واحد بعد اليهود الذين يسكنون في مدن غير محاطة بسور. وهناك عدة مدن مثل هذه في إسرائيل حيث يحتفل بشوشان بوريم. وفي بعض المدن, حيث هناك شك بخصوص ذلك, يتلى سفر إستير في كلا اليومين.
وفي الكثير من الأماكن في إسرائيل تقام في عيد المساخر عروض خاصة, ومسيرات تنكرية وأشهر هذه العروض يقام في تل أبيب. وتقام احتفالات ومهرجانات بمناسبة عيد المساخر في الكثير من رياض الأطفال, والمدارس, والكنس.