القيادة المدرسية الفعّالة

الأب عماد الطوال- الفحيص
تعتبر القيادة المدرسية من أولويات السياسة التعليمية في جميع أنحاء العالم، حيث تُظهر الأبحاث أن الطلاب يتفوقون وأن المدارس تزدهر عندما يقودها قادة فعالون، فهل تساءلت يومًا ما إذا كان بإمكانك أن تصبح قائدًا فعالًا؟ ربما تحلم أن تكون صوت الطلاب الذين غالبًا ما يتم تجاهلهم في نظامنا التعليمي، ربما ترى نفسك تقوم بتوجيه المعلمين ليكونوا التغيير الذي يريدونه، فكيف يمكنك أن تكون هذا القائد، وكيف تطور المهارات المناسبة للقيادة الفعالة؟

– لا يوجد شيء اسمه معلم مثالي أو قائد مثالي، عقلية النمو هي الايمان بأن نجاحك يتم تحديده من خلال مقدار العمل الجاد والجهد الذي تبذله في تطوير مهاراتك، ستكون هناك انتصارات وعثرات، لكن القادة الفعالين يقومون بتحليل القرارات الجيدة والسيئة، وينظرون إلى الوراء للمضي قدمًا، حيث يتعامل القادة الذين يتمتعون بعقلية النمو مع دورهم كمتعلم وليس كشخص لديه كل الإجابات، ويبدأ ذلك بقيام القادة بتنمية مهاراتهم ومعارفهم، إضافة إلى تعزيز تطوير المعلمين الآخرين.

– القدرة على خلق رؤية مشتركة، رؤية تأخذ الناس إلى مكان جديد، وترجمة تلك الرؤية إلى واقع، فإذا كان لدى فريق المدرسة رؤية مشتركة، فسيكون هناك التزام بالتغيير، إنها بيان واضح لما تحاول المدرسة تحقيقه بحيث يعمل جميع أصحاب العلاقة المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والمجتمع معًا، يتعلق الأمر بالتطلع إلى الأمام والسعي إلى تحفيز وتوحيد الجميع لتحقيق الأفضل للطلاب، تحتاج الرؤية إلى التقاط أهداف المدرسة وتوجيه وإعداد خطة تطوير المدرسة.

– يتسم قادة المدارس الناجحون بالإيجابية والمرونة، ويحافظون على تركيزهم على الجودة والإنجاز حتى في ظل التغيير والأزمات غير المتوقعة، عندما يُظهر قادة المدارس المرونة، غالبًا ما يشعر فريق المجتمع المدرسي بأنهم أكثر تمكينًا لقبول المواقف والتكيف معها.

– القادة الاستثنائيون يبنون الثقة ويشجعون التواصل، فيكون مدير المدرسة مستمًعا متميًزا، ويأخذ الوقت الكافي لسماع أفكار الآخرين، فتصبح الاجتماعات بمثابة وسائل يتطلع إليها المعلمون لأن المدير الفعال جعلها جديرة بالا هتمام، إنهم بناة الفريق ويدركون جيدًا أهمية العلاقات.

– علينا أن ندرك أن دور مدير المدرسة كما تم تصوره في الماضي لم يعد مناسبًا، تغير تعريف دور المدير من الأجراس والمباني والحافلات إلى التركيز على القيادة التعليمية، تحتاج مدارسنا إلى المزيد من القادة الجيدين، وتوفير القدر الكافي من الدعم وتنمية المهارات لتمكين مديري المدارس من تحقيق النجاح، وبالتالي تحويل القيادة المدرسية إلى مهنة جذابة، فالمعلمين وقادة المدارس العظماء يمتلكون المفتاح لحصول طلابنا على تعليم جيد، لكننا للأسف نقوم بعمل متقطع لإعدادهم.

في حين أن كل هذه الصفات التي يتمتع بها المدير الفعال مهمة، إلا أن هذه القائمة ليست شاملة، ومن المهم بنفس القدر الرغبة في تطوير هذه الصفات وتعزيزها أثناء انتقالك إلى المزيد من الأدوار القيادية، كل قائد ملهم بدأ كقائد طموح اتخذ الخطوة تلو الخطوة في رحلة قيادته.

أخيرًا، ربما لا توجد دعوة للخدمة أعظم من دعوة قائد المدرسة، يخدم قادة المدارس الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين في مجتمعهم المدرسي من خلال البحث المستمر عن طرق لتحسين التجربة التعليمية للجميع، ويمنح القائد التربوي الفعال وقته وموارده لفعل ما هو أفضل للطلاب، وإذا تم القيام بها بشكل جيد، فإنها مهمة تتطلب الكثير من الشخص الذي يتمتع بمسؤولية القيادة.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى