د. عامر الشياب يكتب: الإرهاب بين الأسباب والحلول.
الإرهاب نتيجة حتميّة لأمراض العقول والنفوس الخبيثة؛ حيث يتم تنميته وزراعته في بعض النفوس المريضة التي تعيش في مستنقع مظلم لينمو كشجرة خبيثة يتم رعايتها وتوجيهها وتسميم ثمارها من قبل أصحاب أجندة ممولة من خبائث البشر المنتشرين في معظم بقاع الأرض لتحقيق مكاسب واهداف بعيدة المدى.
ما الهدف من الإرهاب ؟؟
انّ الهدف الرئيس من الإرهاب زعزعة الأمن والأمان وإثارة الفوضى في المجتمع وتغييب العدالة والمساواة وإسقاط الأنظمة وتفكيك الدول ليسهل السيطرة عليها، ونسف القيم والمبادئ والمعايير المجتمعية ليصبح الجسد بلا روح، ويسهل التلاعب به وطمس معالمه وهويته وإعادة تشكيله وفق خطط شيطانيّة مدروسة.
ما هي الأقنعة التي يرتديها الإرهاب ؟؟
1-قناع الدين والفضيلة: ويقوم المتسترون خلف هذا القناع بتسميم أفكار الضعفاء ومرضى النفوس والعقول واقناعهم بأن المجتمع من حولهم كفّار لا يحكمون بما أنزل الله ويجب عدم التعامل معهم أو الصلاة خلفهم أو الانصياع لطلباتهم، ويصورون أصحاب هذا القناع القيادات والحكومات بأنها كافرة يجب الخلاص منها وازالتها لبناء دول إسلامية حقيقية من وجهة نظرهم، كما يحرض هؤلاء المرتزقة ضد كل من يمثل الحكومة أو النظام ويقنعون اتباعهم بأن أي عمل ضد هؤلاء الكفار (من وجهة نظرهم) هو تقرب على الله وجهاد في سبيل الله.
2-قناع العدالة والمساواة: يقوم أصحاب هذا القناع بإيهام اتباعهم بأن المجتمع من حولهم ظالم يستبيح حقوقهم ويحرمهم من مقدرات الوطن ويحتكرها كل من هو تابع للنظام والقانون فيضعون في مخيلة ضعاف النفوس والعقول أن النظام عدو لهم يجب أن يزول لتحقيق العدل والمساواة في المجتمع.
3-قناع الفضيلة والشرف: يقوم أصحاب هذا القناع بالتحريض على ظلم المرأة وتقييد حريتها وعدم خروجها للعمل وعدم مشاركتها في الرأي والقرار وأن القوامة للرجل فقط ومن تخرج عن هذا القرار لا تستحق الحياة.
4-قناع القومية والأصولية والعروبة: ويختبئ خلف هذا القناع المحرضين على المسيرات والمظاهرات والاعتصامات والتخريب لمناهضة الظلم عن إخوان عرب ومسلمين في بلاد أخرى يتعرضون للظلم والتعذيب ولكن الهدف الحقيقي زعزعة الأمن وإثارة الفوضى، والقومية والعروبة بريئة من أفعالهم.
ويبقى السؤال: كيف نتخلص من الإرهاب ؟؟
يمكن التخلص من الإرهاب أو الحد منه من خلال:
1-بناء مناهج دراسية تبني عقول سليمة مناهضة لجميع أشكال الإرهاب والتطرف.
2-إعلام هادف وبرامج توعية تضع العالم بين يدي المشاهد لمعرفة آثار الإرهاب في حياة الشعوب.
3-تفعيل دور المساجد ودور العبادة لنشر الوعي بتعاليم الدين القويم القائم على المحبة والتسامح والرحمة.
4-سن القوانين والأنظمة والتشريعات لإدارة المخاطر والأزمات المتعلقة بالإرهاب وطرق الوقاية منها للعاملين في المجالات ذات الصلة بأمن الوطن والمواطن من خلال المراكز الأمنية والحكام الإداريين وشيوخ العشائر والمخاتير ورؤساء المجالس البلدية ولامركزية. وتحديد مهام عمل جديدة ملزمة بالمراقبة والمتابعة واستشعار الخطر في المحيط التابع لمكان عملهم بأساليب منظمة قائمة على التنسيق والمشاركة والعمل الجماعي وفق خطط مدروسة وغير عشوائية.
5-إطلاق مبادرة “مكافحة الإرهاب مسؤوليتك” للتخلص من السلبية المطلقة التي يعيشها المواطن عند رؤية مظاهر ومؤشرات دالة على الإرهاب بسبب الفكر المنتشر بأن هذه مسؤولية الجهات الأمنية وليست مسؤوليتي كمواطن والخوف من الوقوع في مخاطر التبليغ عنها أو الإشارة اليها.
6-تفعيل الرقابة على الأشخاص المشبوهين والمنحرفين في أفكارهم ومعتقداتهم من خلال رصد تحركاتهم وعلاقاتهم واتصالاتهم، مع عدم السماح لهم بتسميم أفكار المجتمع المحيط بهم أو نشر الفتن والتحريض عليها.
7-إعادة تأهيل وتدريب الحكام الإداريين للتعامل مع مخاطر الإرهاب في مناطق صلاحياتهم وعدم اختزال أعمالهم على الأمور الإدارية ومحاسبة كل من يقصّرمنهم في كشف الخطر والتصدي له قبل حدوثه.
وهناك الكثير من الأساليب والمقترحات للتصدي للإرهاب لا يتسع المقال لذكرها، ولكن الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.
حمى الله الوطن وقائد الوطن المفدى والشعب الأردني الطيب من شر الإرهاب والفاسدين والمفسدين، انه سميع قريب مجيب الدعاء.