كامالا هاريس: رحلة من نائبة الرئيس إلى تحديات الرئاسة المحتملة لعام 2025
تثير مشاركة كامالا هاريس في المشهد السياسي الأميركي العديد من التساؤلات حول فرصها في الوصول إلى منصب الرئاسة وإمكانية أن تصبح أول رئيسة للولايات المتحدة الأميركية. تُعتبر كامالا هاريس شخصية بارزة، فهي أول امرأة سوداء وآسيوية تتولى منصب نائب الرئيس، ولها خلفية قانونية مميزة. عملت كمدعي عام ونائب للمدعي العام، مما زودها بمهارات التفاوض والحجج القوية، وقدرة على إدارة القضايا المعقدة. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع كامالا بقدرة قوية على التواصل الفعَّال مع الجماهير بفضل كاريزماها وجاذبيتها الشخصية.
بالإضافة إلى ذلك، تتميز كامالا هاريس بشخصية قوية وصارمة، قادرة على اتخاذ القرارات الصعبة بثقة وجرأة، مما يعكس تصميمها الراسخ على تحقيق أهدافها والنجاح في مهامها. فهي تُظهر قدرة ملحوظة على مواجهة التحديات واتخاذ قرارات حاسمة حتى في أصعب الظروف. علاوة على ذلك، تمتلك كامالا قدرة بارزة على الاستماع إلى آراء الآخرين، حيث تبدي احترامًا وتقديرًا للتنوع والاختلافات الثقافية والفكرية. تجعلها هذه الصفات شخصية منفتحة على النقاشات البناءة والآراء المتنوعة، مما يعزز من قدرتها على بناء توافق شامل وتحقيق التقدم في المجالات التي تعمل فيها.
من هي كامالا هاريس؟
وُلدت كامالا هاريس في أوكلاند، كاليفورنيا، عام 1964، لأبوين مهاجرين: أم هندية وأب جامايكي. بعد انفصال والديها، نشأت هاريس بشكل رئيسي تحت رعاية والدتها الهندوسية العازبة، شيامالا غوبالان هاريس، التي كانت باحثة في مجال علاج السرطان وناشطة مدنية.
ارتبطت كامالا بتراثها الهندي بعمق، ورافقَت والدتها في زيارات متعددة إلى الهند. ومع ذلك، تقول كامالا إن والدتها تبنت الثقافة السوداء في أوكلاند، حيث غمرت ابنتيها، كامالا وأختها الصغرى مايا، بهذه الثقافة.
في سيرتها الذاتية، كتبت كامالا: “الحقيقة هي أن والدتي كانت تدرك جيداً أنها تربي ابنتين سوداويتين”. وأضافت: “كانت تعرف أن وطنها الجديد سيرانا أنا ومايا كفتاتين سوداويتين، لكنها كانت مصممة على التأكد من أننا سنصبح امرأتين سوداويتين واثقتين وفخورتين بأنفسنا”.
كامالا هاريس في طفولتها
نشأة كامالا هاريس
عاشت كامالا هاريس في سنواتها الأولى فترة قصيرة في كندا، حيث عملت والدتها كأستاذة في جامعة ماكجيل. انتقلت كامالا وشقيقتها الصغرى للعيش مع والدتهما ودرستا في مدرسة في مونتريال لمدة خمس سنوات.
كاملا مع والدها ووالدتها
لاحقًا، انتقلت إلى الولايات المتحدة والتحقت بكلية هَوارد، إحدى الجامعات المرموقة التي تخدم المجتمع الأسود تاريخيًا. أمضت أربع سنوات في جامعة هَوارد، ووصفتها بأنها كانت من أكثر التجارب تأثيرًا في حياتها وساهمت في تشكيلها وتطويرها.
تقول هاريس إنها دائمًا كانت منسجمة مع هويتها العرقية، وتصف نفسها ببساطة بأنها “أمريكية”. وفي عام 2019، صرحت لصحيفة “واشنطن بوست” بأنه لا ينبغي على السياسيين أن يقتصروا على التصنيفات التي يفرضها لونهم أو خلفيتهم الاجتماعية. وأضافت: “كانت وجهة نظري هي: أنا كما أنا، ومتصالحة مع ذاتي، قد تحتاج إلى معرفة ذلك، ولكنني مرتاحة للتعامل مع الأمر”.
كامالا هاريس تسطر أسمها في الصفحات السياسية
بعد قضائها أربع سنوات في جامعة هوارد، انتقلت كامالا هاريس للحصول على شهادة عليا في القانون من جامعة كاليفورنيا. بدأت حياتها المهنية لاحقًا في دائرة الادعاء العام في مقاطعة ألاميدا، حيث تولت منصب المدعي العام في المقاطعة.
في عام 2003، أصبحت المدعي العام الأعلى لسان فرانسيسكو، ثم تم انتخابها كأول امرأة وأول شخص أسود يعمل كمدعي عام لولاية كاليفورنيا، لتصبح أكبر محام ومسؤول عن إنفاذ القانون في أكثر الولايات الأمريكية كثافة بالسكان.
خلال فترتي توليها منصب المدعي العام، اكتسبت هاريس سمعة مميزة كواحدة من النجوم الصاعدة في الحزب الديمقراطي. استغلت هذا الزخم لانتخابها في مجلس الشيوخ عن ولاية كاليفورنيا عام 2017.
منذ انتخابها لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي، حظيت المدعية العامة السابقة بتأييد واسع بين التقدميين، خاصة لاستجواباتها اللاذعة لمرشح المحكمة العليا آنذاك بريت كافانو، والمدعي العام ويليام بار، في جلسات الاستماع الرئيسية في مجلس الشيوخ.
مهام كامالا هاريس كنائبة الرئيس
كامالا هاريس كانت أول امرأة تتولى منصب نائب الرئيس في الولايات المتحدة، مما أدخل اسمها التاريخ وأصبحت تعمل “في مكان لا يفصلها عن الرئاسة إلا شعرة”.
لكن عامها الأول في هذا المنصب لم يكن سهلاً، حيث واجهت العديد من التحديات. تراجع معدل قبولها الشعبي بشكل كبير، وكلفها الرئيس جو بايدن بمهام صعبة وأخرى شبه مستحيلة، كما شهد مكتبها العديد من الاستقالات من مناصب رفيعة.
إذا كانت هاريس قد قبلت بترشيح حزبها لها لمنصب نائب الرئيس معتقدة أنها ستكون الوريثة الديمقراطية الأقرب للرئاسة.
تطلعات كامالا هاريس إلى البيت الأبيض
عندما أطلقت كامالا هاريس حملتها للترشح لمنصب الرئيس في بداية عام 2019، أمام حشد زاد عن 20 ألف شخص في أوكلاند، كاليفورنيا، قوبلت حملتها بحماس كبير في البداية. لكن السيناتورة واجهت تحديات في توضيح رؤيتها وأسباب ترشحها، وقدمت إجابات غير واضحة في مجالات السياسة الرئيسية مثل الرعاية الصحية.
لم تستطع كامالا هاريس الاستفادة من نقطة قوتها الأساسية، وهي أداؤها القوي في المناظرات الذي يعكس مهاراتها كمدعية عامة، حيث كانت غالبًا ما توجه هجماتها نحو بايدن. رغم انتمائها للحزب الديمقراطي في كاليفورنيا وخبرتها في مجال إنفاذ القانون، حاولت هاريس التوفيق بين الجناحين التقدمي والمعتدل في حزبها، لكن انتهى بها الأمر دون الحصول على دعم واضح من أي منهما. أنهت حملتها في ديسمبر 2019، قبل بدء المنافسات الأولى للمرشحين الديمقراطيين في ولاية أيوا في أوائل عام 2020.
في مارس 2020، أعلنت كامالا هاريس دعمها لجو بايدن، مؤكدة أنها ستبذل كل ما في وسعها للمساعدة في انتخابه رئيسًا للولايات المتحدة.
بايدن: أُعرب عن دعمي الكامل وتأييدي لكامالا هاريس كمرشحة لحزبنا.