انتشال جثث ضحايا الطائرة المنكوبة في البرازيل
انتهت السلطات البرازيلية السبت من انتشال جثث الأشخاص الـ62 الذين لقوا حتفهم عندما سقطت طائرتهم، فيما بدأ الخبراء في فحص الصندوقين الأسودين للطائرة المنكوبة لتحديد سبب الكارثة.
وسقطت الطائرة الجمعة في مدينة فينهيدو البالغ عدد سكانها 76 ألف نسمة والواقعة على بعد حوالى 80 كيلومترا شمال غرب ساو باولو، العاصمة الاقتصادية للبرازيل.
وأظهرت أشرطة فيديو متداولة على منصات التواصل، الطائرة تهوي من الجو في حركة دائرية، قبل ارتطامها أرضا في حديقة منزل ضمن مجمع سكني، وتصاعد دخان أسود كثيف.
وفي وقت سابق السبت، قالت حكومة ولاية ساو باولو إنّه «تمّ التعرّف إلى اثنتين» من الجثث بفضل البصمات الرقميّة. وبحسب رئيس بلدية فينهيدو، تعود الجثّتان إلى ربّان الطائرة ومساعده.
ونقلت السلطات 37 جثّة إلى مشرحة ساو باولو، ويعمل المحقّقون على جمع مواد جينيّة من أقارب الركّاب من أجل عمليّات التعرّف إلى الجثث. وواصل نحو 50 شخصاً العمل في مكان الكارثة السبت.
ذعر… عجز
أثار سقوط الطائرة صدمة كبيرة في مجمع ريكانتو فلوريدو السكني، على رغم أنّ الحادث لم يؤدِّ إلى إصابة أيّ من سكّانه.
وقالت روبرتا هنريكي (38 عاماً) لفرانس برس إنّ الحادث أثار «شعوراً بالذعر، بالعجر… أمر حزين جدا».
وأضافت بتأثّر واضح أنّ السكّان «مذعورون، متأثّرون نفسياً».
كان سائق الشاحنة مارتينز باربوسا (49 عاما) يعمل عندما علم بتحطم الطائرة على بعد 150 مترا من منزله. وقال لفرانس برس «اعتقدتُ أنها ربما سقطت على منزلي، وكان ابني داخله»، موضحا أنه شعر بـ«الإحباط» في ذلك الوقت، قبل تأكده من أن ابنه بخير.
وأعلن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ثلاثة أيام من الحداد الوطني عقب «الحادث المأسوي».
وكانت الطائرة وهي من صناعة شركة «إيه تي آر» الفرنسية الإيطالية، تقلّ 58 راكبا وأربعة من أفراد الطاقم، وفقا لشركة الطيران فويباس التي رفعت مرة أخرى حصيلة القتلى إلى 62 السبت.
وبينما أكدت الشركة أنّ الجميع يحملون أوراقاً ثبوتيّة برازيليّة، لم تستبعد أن يكون بعضهم يحملون جنسيّة ثانية.
وأفادت وزارة الخارجية البرتغالية بأنّ إحدى رعاياها هي من الضحايا.
سقوط مفاجئ
كانت الطائرة تحلق بين كاسكافيل في ولاية بارانا الجنوبية ومطار غوارولوس الدولي في ساو باولو. وبعد سقوط مفاجئ، تحطمت نحو الساعة 13.25 (16.25 توقيت غرينتش).
ووفقا لموقع تتبع الرحلات الجوية «فلايت رادار 24»، حلقت الطائرة لمدة ساعة تقريبا على ارتفاع 17 ألف قدم (5180 مترا). وفي الساعة 13.21 (16.21 توقيت غرينتش) بدأت تنحدر ثم في غضون الدقيقة التالية هبطت بشكل حاد إلى 4100 قدم (1250 مترا).
وأفادت القوات الجوية البرازيلية بأن الطائرة «فقدت الاتصال بالرادار عند الساعة 13.22».
وفتح مركز التحقيق والوقاية من حوادث الطيران في البرازيل (سينيبا) تحقيقا لتحديد أسباب سقوط الطائرة في منطقة سكنية.
ويعمل محققو المركز على تحليل مضمون الصندوقين الأسودين للطائرة اللذين عثِر عليهما في الموقع، وهما يتضمنان تسجيلات صوتية لقمرة القيادة، إضافة الى بيانات الرحلة.
وأكد رئيس المركز مارسيلو مورينو أن «هذه المعلومات المهمة قد تخبرنا عما جرى في هذا الحدث المأسوي».
صيانة روتينية
والطائرة من طراز «إيه تي آر 72-500»، وقالت الشركة المصنّعة، وهي تابعة لمجموعة إيرباص وشركة ليوناردو الإيطالية، إنّ «خبراء إيه تي آر ملتزمون تماما دعم التحقيق الجاري».
ووفقا للوكالة الوطنية للطيران المدني، فإنّ الطائرة تمتثل لكلّ المعايير السارية.
وهي كانت قد خضعت «لعمليّات صيانة روتينيّة في الليلة السابقة» وغادرت مدينة ريبيراو بريتو في ولاية ساو باولو حيث يقع المقرّ الرئيس لشركة فويباس «من دون أيّ مشكلة فنّية»، حسبما أكّد مدير عمليّات الشركة مارسيل مورا في مؤتمر صحفي.
لكنّ بعض المتخصّصين لم يستبعدوا أن يكون تشكّل الصقيع على جناحَي الطائرة هو سبب وقوع الحادث.
وأقر مورا بأنّ هذا الطراز من الطائرات يحلّق «على ارتفاعات تكون فيها الحساسية أكبر للصقيع». وأوضح أنّ الأرصاد الجوّية توقّعت حدوث الصقيع الجمعة لكن في نطاق «المستويات المقبولة للطيران».
تأسّست شركة فويباس للطيران عام 1995 باسم «باساريدو»، ولديها أسطول من 15 طائرة، وهي تحتل المرتبة الرابعة في سوق الرحلات الداخلية في البرازيل، بحسب بيانات الشركة.
وشهدت الرازيل العديد من حوادث الطيران على مدى السنوات الماضية.
في عام 2007، فشلت طائرة إيرباص «إيه 320» تابعة لشركة «تي إيه إم» البرازيلية في الهبوط بمطار كونغونهاس في ساو باولو واصطدمت بمبنى شحن، ما أسفر عن مقتل جميع الأشخاص الذين كانوا على متنها وعددهم 187، إضافة إلى 12 شخصا على الأرض.
بعد ذلك بعامين، اختفت طائرة من طراز إيرباص «إيه 330-230» وتشغلها شركة إير فرانس بينما كانت تحلق بين ريو دي جانيرو وباريس، فوق المحيط الأطلسي في منطقة مضطربة وعلى متنها 228 شخصا