وزير الخارجية الإسرائيلي يدعو لإخلاء مخيم جنين ومعاملته مثل غزة
قال وزير الخارجية الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إنه يجب إخلاء مخيم جنين والتعامل معه كما يتم التعامل مع قطاع غزة.
وأوضح كاتس في اجتماع مغلق مع قادة الجيش، الأربعاء الماضي، وكشفته هيئة البث الإسرائيلية اليوم الأحد: «يجب إخلاء مخيم جنين من المدنيين حتى يمكننا العمل هناك».
وطبقاً لما أوردته هيئة البث، فقد تناول كاتس في لقائه مع قادة الجيش الوضع الأمني، مؤكداً: «مخيمات اللاجئين هي بؤرة شر لا تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية، وإنما تخضع لإيران. يجب إخلاء مخيم جنين للاجئين من سكانه، ويجب معاملته مثل قطاع غزة».
وأشار خلال اللقاء نفسه إلى أن خط الحدود الشرقية مع الأردن مفتوح فعلياً أمام التهريب، وقال إنه يجب إقامة عائق كبير على الحدود الشرقية.
وأكدت صحيفة «إسرائيل اليوم» أن مكتب وزير الخارجية رفض التعليق على هذه التصريحات.
ووفقاً للمركز الفلسطيني للإعلام، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها خاضوا اشتباكات أمس السبت مع قوات الاحتلال المقتحمة لبلدة كفر دان شمال غرب جنين، وأمطروا القوات والآليات العسكرية بزخات كثيفة من الرصاص والعبوات الناسفة.
كما أعلنت سرايا القدس – كتيبة جنين أن مقاتليها خاضوا اشتباكات مع قوات الاحتلال المقتحمة لبلدة السيلة الحارثية بالرصاص والعبوات الناسفة.
وشهدت مدينة جنين بالضفة الغربية إضراباً شاملاً يوم الأربعاء الماضي تنديداً بجرائم الاحتلال، حيث أسفرت اقتحامات جيش الاحتلال للمخيم عن استشهاد 7 فلسطينيين، وأفاد مراسلنا بإغلاق الأسواق والمؤسسات استجابة لدعوة الفصائل والقوى الفلسطينية.
وكثّف جيش الاحتلال الإسرائيلي من عملياته العسكرية في جنين ومدن الضفة الغربية.
ونفذ الجيش أكثر من 70 اقتحاماً لجنين منذ اندلاع الحرب في غزة، قتل خلالها أكثر من 142 فلسطينياً، ما يمثل الحصيلة العليا لعدد الضحايا في الضفة الغربية، الذي تجاوز 540 قتيلاً، فيما بلغت أعداد الجرحى 5200، كما اعتقل الجيش أكثر من 8000 فلسطيني.
جنين
يقع مخيم جنين ضمن حدود بلدية جنين وهو المخيم الأقصى شمالاً في الضفة الغربية. تأسس المخيم في عام 1953 بعد تدمير المخيم الأصلي في عاصفة ثلجية، كما تأثر بشدة بالانتفاضة الثانية.
احتل جيش الاحتلال الإسرائيلي المخيم في 2002 بعد عشرة أيام من القتال العنيف، ودمر أكثر من 400 منزل، وألحق أضراراً جسيمة بمئات آخرين، وشرد أكثر من ربع سكان المخيم.
وتقوم القوات الإسرائيلية بعمليات منتظمة في المخيم غالباً ما تؤدي إلى اشتباكات وأعمال عنف.
ويشهد مخيم جنين أيضاً واحداً من أعلى معدلات البطالة والفقر بين مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية.
وطبقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، هناك 22 مخيماً في الضفة الغربية، أبرزها مخيمات شعفاط، وطولكرم، والأمعري، والجلزون، والدهيشة، والفارعة، والفوار، وبيت جبارين، وعقبة جبر، وقلنديا، ونور شمس، وبلاطة، والعروب، وبلاطة.
شرعنة الاستيطان
وأعلنت إسرائيل أنها ستقوم بإضفاء الشرعية على خمس بؤر استيطانية في الضفة الغربية، وإنشاء ثلاث مستوطنات جديدة، والاستيلاء على مساحات كبيرة من أراضي الدولة حيث يسعى الفلسطينيون إلى إنشاء دولة مستقلة.
وأكد تقرير صادر عن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة (أوتشا) يوم الثلاثاء الماضي، أن قوات الاحتلال الإسرائيلية قتلت 16 فلسطينيًا، بينهم طفلان، خلال الفترة التي يغطيها التقرير، ومن بين هؤلاء، تسعة قُتلوا في غارات جوية.
وأضاف التقرير أنه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تضاعف عدد الفلسطينيين المهجرين في الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، بسبب عمليات الهدم والمصادرة. ففي الأشهر العشرة التي سبقت ذلك التاريخ، بلغ عدد المهجرين الفلسطينيين 1,252 فلسطينيًا، بينما ارتفع العدد إلى 3,070 مهجرًا منذ ذلك الحين.
وأكد التقرير أنه منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، تضرر نحو 181,000 شخص مرة واحدة على الأقل جراء وقوع 25 حادثة شملت هدم وتدمير الطرق ومنشآت المياه والصرف الصحي وغيرها من البنى التحتية العامة، ولاسيما خلال العمليات التي نفذتها القوات الإسرائيلية في طولكرم وجنين.
وحذّر المجلس النرويجي للاجئين من أن أكثر من 1,500 فلسطيني معرضون لخطر التهجير الوشيك في حي البستان في سلوان بالقدس الشرقية.
وأشارت التقارير الأولية إلى مقتل 13 فلسطينيًا في الضفة الغربية يومي 6 و7 آب/أغسطس.
كما أشارت الوسائل الإعلامية الإسرائيلية إلى أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على رجل فلسطيني وقتلته بزعم تنفيذه عملية طعن لأحد عناصر شرطة حرس الحدود عند حاجز النفق في بيت لحم.
وطبقاً لحركة «السلام الآن» الإسرائيلية، فإن حكومة نتنياهو تستغل الحرب لخلق وقائع استيطانية جديدة على الأرض، إذ أجازت إقامة 25 بؤرة استيطانية إضافية، وصادقت على إنشاء 8721 وحدة استيطانية في المستوطنات القائمة، ووافقت على شرعنة 5 مستوطنات جديدة.
وقالت الأمم المتحدة إن أعمال قتل قوات الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين وتهجيرهم في الضفة الغربية مستمرة بلا هوادة.
وأوضح فرحان حق، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، في تصريحات صحفية الخميس الماضي، أن التقرير الأخير الصادر عن منظمات الأمم المتحدة في المنطقة أشار إلى أن قتل الفلسطينيين وتهجيرهم وتدمير منازلهم والبنية التحتية مستمر بلا هوادة في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.