امل خضر تكتب ابنة مادبا سحر شخاترة نشمية أردنية
وجدت نفسي عاجزة عن إنصافها وإعطائها حقها، مهما خط قلمي ومهما برع في انتقاء الكلمات وتطريزها، ابنة مادبا التاريخ والحضارة والأصالة، حيث ولدت وترعرت وأنهت المرحلة المدرسية الثانويه العامة الفرع العلمي فيها وكان لدراستها والمبادئ التي تربت عليها وآمنت بها أثر كبير في حياتها، التي نذرتها لخدمة وطنها وشعبها وقيادتها.
فقد حصلت على درجة البكالوريوس في اللغة العربيه في الجامعة الاردنية عام ١٩٩٤، مؤمنة أن العمل في مجال التعليم اساس بناء دولة قوية بأنتاج غرسا متسلحا بحبه لوطنه وارضه وقيادت، بتنمية مفاهيم الوطنية والمواطنة الصالحة والتي هي اساس إسعاد النفس البشرية؛ فأخذت على عاتقها طيلة مسيرتها ترجمة رسالة ورؤية وزارة التربية والتعليم بما ينسجم مع رؤى وتطلعات ورسائل سيدي صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين.
ولن ننسى جهودها في الدفاع عن الطفل والمرأة ، عن الإنسان لإنسانيته، مقتدية بشعار آل هاشم “الانسان أغلى ما نملك”. فنجحت وكانت تجارتها رابحة؛ لأنها مع الله ومع إنصاف كل صوت لا يسمعه إلا الله. شخصية مقالي الأستاذة سحر شخاترة ، والتي اخترت التحدث عنها ليس بصفتها امين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون الإدارية والمالية فقط، بل نشمية أردنية وأخت وصديقه وإنسانة لكل من حولها.
وفوق كل شيء؛ نجحت بالوصول لمنصبها بتدرجها بشغل كل وظائف وزارة التربية والتعليم من معلم مؤمن برسالته لمدير مدرسه وإداري في احدى المدير يات الى رئيس قسم الى مديرالشؤون الاداريه بل ان طموحها برسم شخصية مميزة متسلحة بالعلم والمعروفة دفعها الى ان تعمل في وزارة الثقافة مدير مديريه لوزارة الثقافة ومن ثم العودة الى وزارة التربية والتعليم والتي تربطها فيها حلم وغاية وهدف ببناء جيل قوي حارس امين على بلده ومقدراته مؤمن بأن الاردن بلد الهواشم العزة والكرامة لتتسلم مدير تربيه خطت من خلاله نموذج تحدث الكل عنه بالعمل ولم يقف طموحها الى هنا فهي ترى لازال الكثير لديه من العطاء والعمل ولازال امامها هدف رسمته لنفسها متابعه مسيرة عطاؤها كمدير ادارة للتعليم الخاص لتشغل اليوم امينا عاما للشؤون الإدارية والمالية في وزارة التربية والتعليم متابعة بنفس الجد والتواضع والايمان .
متخذة جلالة الملكة رانيا العبدالله قدوة لها في الجد والابداع والتميز وخدمة دولتها ومجتمعها تحت الرايه الهاشمية ، ساعية لتحديث المنظومة التعليمية. مؤمنة بسياسة الباب المفتوح والحوار والنقاش البناء الذي يخدم وزارة التربية والتعليم ويترجم رسالته وغاياتها على ارض الواقع من بنى تحتيه وبشرية و تعليمة، وهذا نتيجة خبراتها الواسعة .
وقد نالت تقديرا على المستويين: المجتمعي والتربوي، وكذلك لدى الشعب الأردني لا سيما أبنائها، فهي لم تنسَ دورها كأم وربة أسرة، تعهدت لنفسها بتربيتهم وتنشئتهم تنشئة مستمدة من تعاليم ديننا وعاداتنا وتقاليدنا، و على أساليب التربية الحديثة المعاصرة، ليس بسبب كونها امين عام وزارة، بل بسبب حكمتها في الحياة و ذكائها كإنسانة مثقفة، استحقت منا كلمة حق خصوصا في ظل الظروف التي نعيشها من صعوبات في الحياة الاقتصادية والاجتماعية، نبرز من خلالها رجالا ونساءً يستحقون منا الاحترام والتقدير، لا لشخصهم وإنما لأعمالهم في خدمة الوطن والمواطن، وهو ما نحتاجه في مرحلتنا هذه والمرحلة القادمة، جاء مقالي تزامننا مع خطاب ورسائل سيدنا لكل مسؤول. إن ما نحتاجه في مرحلتنا القادمة العمل والميدان وخدمة الوطن والمواطن، وتغليب المصلحة العامة على الشخصية.
سحر شخاترة تلك المرأة التي نفخر بها عملا وقولا، والتي وصلت لمنصبها بعد تدرجها في الوظائف والمناصب، بنا لديها من معرفة علمية وخبرات عملية، معاهدة نفسها أن تكون جندية في مكانها لخدمة الوطن والمواطن، تسير مؤمنة برسالة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني رعاه الله واطال بعمره، وأعانه على التطوير والتحسين في سبيل رفعة الوطن والمواطن، وإن هذا الكرسي ما هو إلا ترجمة لهذه الرسالة؛
فكم نشاهد ونتحدث مع أنفسنا وفي جلساتنا عن الكثير من المسؤولين الذين لايفرقون عن كراسيهم، ورغم أني ممن ظلموا من غطرسة أولئك المتشبثين بالكراسي، الذين كانوا يظنون أنهم مخلدون عليها، إلا أنه وجب عليّ أن أكون منصفة مع من يعمل بصدق وصمت؛ لأيمانه بهذه الأرض وانتمائه لها ولقيادته، فما رأيته من تواضع وتسامح وثقافة ودبلوماسية عالية في معالجة الكثير من القضايا، واستقبال أوجاع وآلام وآهات وصرخات مواطنين،
فتحت بابها وقلبها لتحقق العدالة، منصفة لكل من تقدم بشكوى أو مظلمة، فمن كان له حق أخذه بكل احترام واعتذار ضمن القانون والنظام .
استطاعت عطوفتها وفي كل منصب تشغله وفي فترة قصيرة من تغيير الكثير من الأفكار التي كانت تروادنا حول الوساطة والمحسوبية، عاملة بكل جهد على التحسين والتطوير في الأداء والعمل، مسخرة كل إمكاناتها لخدمة المواطن وإنصافه، عاملة على إقناع المراجع من خلال مرجعيات آمنت بها:
القانون، النظام، التعليمات، العدالة، والحوار والنقاش البناء المقنع، المبني على الشفافية والصدق، متقبلة المواطن بكل أحواله، فتواضعها وصدقها وشفافيتها في التعامل يخرج المراجع والابتسامة والرضا على وجه داعيا الله أن يرزقنا مسؤولين أمثالها؛
فالتعامل الإنساني المتواضع جعل قلمي ينحني احتراما وتقديرا لها خاطا شهادة حق . داعيا لها ولأمثالها من المسؤولين،
فكما أننا ننتقد أولئك الذين يستغلون كراسيهم ويؤمنون بالواسطة والمحسوبية، ولا يعترفون ولا يؤمنون بالمواطن البسيط وأن كان صاحب حق، فإني أوجه تحية احترام وتقدير لعطوفتك، ولكل حر شريف يعمل جاهدا على خدمة ورفعة الوطن والمواطن .
وحتى نثبت أننا لسنا حاقدين أو ناقدين لكل مسؤول، بل نحترم كل مسؤول يستحق الاحترام، ونقدره ونشد على يده، ونكون سندا له في مسيرته وعمله؛ فهو يمثلنا ونحتاجه في مرحلتنا القادمة مؤمنين به وبعمله.
قد تقولون إنني أبالغ .. لكن لا والله ولن يكون قلمي وحروف كلماتي إلا في الحق ولمن يستحق،
أن عطوفتها تستثمر كل دقيقة للعمل للصالح العام؛ لأنها تؤمن أنها وجدت لخدمة المواطن والوطن، الذي يستحق منا أن نضحي بكل ما هو ثمين، وهي لا تنتظر حتى كلمة شكرا قائلة: إن هذا واجبها، وجلوسها على هذا الكرسي يحتم عليها أن تعمل للصالح العام، وأن عليها أداء رسالتها على أكمل وجه، حتى لو تطلب ذلك أن تعمل طيلة أيام الأسبوع، ولساعات متأخرة، فلا بد من العمل والإنجاز مترجمة توجيهات سيدنا من يعمل ليلا نهار، تاركا بصماته في العمل والبناء واحترام الإنسان في كل مكان، الأمر الذي جعل العالم ينحني لأنسانيته وعمله في خدمة وطنه وشعبه .
لقد رسمت سحر شخاترة صورة ناصعة للمسؤول المتفهم القادر بلمسة إنسانيته على امتصاص أي موقف او لحظة غضب ونقمة. لأن الكثير من المسؤولين ادموا قلوبنا بغطرستهم واستهانتهم بحقوق المواطن .
تؤمن أن للمواطن حقوقا يجب أن لا تنتهك، وأنها موجودة لخدمته. وأن الرجال كما كنا نسمع ويقال، لكن سأقول اليوم كذلك النساء هي من تصنع المناصب لا المناصب تصنع الرجال، فكيف امرأة بمئة رجل. فمن يعمل وينجز ويبهرنا ويعجبنا ويشعرنا تحقيق العدل هو ذاك الذي يستحق التقدير بكل معانيه .
فالمناصب بين أيدي أصحاب المعالي والسعادة والعطوفة ماهي إلا أداة لفعل الخير وقضاء الحقوق، وليست وسيله لرفعة الخامل، الكرسي المتجمد.
عطوفتك مثال للمسؤول الناجح من يعتلي منصبا ويعي تماما أن عمله وإنجازه وتطويره للمكان من أداء وموظفين، والخدمات المقدمة للمواطنين هي مقياس نجاحه؛ لتمثل أنموذجا يقتدى به، لأنه فعلا الإنسان هو القادر على صناعة المناصب .
أنتم مثال وقدوة لكل مسؤول يعتد بشخصه وكبريائه، حيث الصدق والشفافية مفتاحه، والوطنية تسري بدمه، يقدم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، فيكم تزدان المناصب، ونحن بحاجة إلى أولئك أصحاب المعادن النظيفة والأصل الطيب، من لا يتأثرون بكراسي ومغريات الحياة، فالمنصب لا يغير الإنسان بل يظهره على حقيقته وحقيقة ولائه وانتمائه للوطن تحيةاحترام وتقديرلكل مواطن غيور على وطنه .